الرئيسية / أحوال الناس / خبراء مغاربة: القانون المغربي يقيد ثقافة التبرع بالأعضاء!
التبرع بالأعضاء

خبراء مغاربة: القانون المغربي يقيد ثقافة التبرع بالأعضاء!

أكد مجموعة من الخبراء المغاربة أن موضوع التبرع بالأعضاء في بلادنا، يطرح مجموعة من التساؤلات المؤرقة، بسبب عزوف المغاربة عن التعاطي معه نتيجة صرامة القانون المغربي، وغياب ثقافة التبرع أيضا، ما يجعل عددا كبيرا ممن يعانون في صمت ينتظرون دورا قد يأتي أو لا يأتي، في ظل هذه المعادلة الصعبة.

الخبراء، والذين اجتمعوا في رحاب كلية الطب والصيدلة بمدينة الدار البيضاء، عشية يومه الأربعاء، ضمن الأيام العلمية الـ12 للتخصص الطبي، والتي ستستمر طيلة الأيام الثلاثة المقبلة، أكدوا أن القانون 16.98 المتعلق بالتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وأخذها وزرعها لا مجال معه للشك بأن المشرع المغربي يحترم إرادة المواطن المتبرع بأعضائه، فلا يجيز له التبرع إلا بموافقته الصريحة والواضحة، كما يعطيه فرصة لإلغاء هذه الموافقة متى أراد ذلك، وهذا الأمر أكدته المادة 13 من نفس القانون السالف الذكر، بحيث يمكن لكل راشد يتمتع بأهليته الكاملة وهو على قيد الحياة أن يعبر عن إرادته في التبرع بأعضائه أو عدمه.

وأوضح الخبراء في مائدة مستديرة نظمتها جمعية الأطباء المقيمين بالمركز الجامعي ابن رشد، أن القانون المغربي يُعقّد نوعا ما مأمورية المتبرع حيث وضع مسطرة معقدة ترتكز على رقابة وزارة الصحة، والقضاء، ورقابة الطبيب الذي يقوم بالعملية، كما أن المستفيد يجب أن يثبت احتياجه وعلاقة قرابته بالمتبرع، وهو ما يجعله يغض الطرف عن هذا العمل الإنساني، سيما وأن “المغاربة في ثقافتهم يحبون تقديم المساعدة للآخر، لكن التبرع بأعضائهم أمر لم يتكيفوا معه بعد”.

هذا، وأكدت وزارة الصحة في بلاغ لها بمناسبة احتفال المغرب على غرار باقي دول العالم، باليوم العالمي للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية، الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة أن عمليات زرع الأعضاء والأنسجة بالمغرب عرفت تطورا واضحا خلال السنوات الفارطة، حيث ارتفع العدد إلى قرابة 4000 عملية زرع للأعضاء خصوصا في الفترة ما بين 2010 و2015.

وأوضحت وزارة الصحة في بلاغ لها، أن المستشفيات المغربية المرخص لها، “سجلت 460 عملية لزرع الكلي، والتي عرفت تطورا متسارعا ما بين 2010 و2015 بـ220 عملية”.

وحسب المصدر ذاته، فقد سجلت عملية واحدة لزرع القلب، و13 عملية لزرع الكبد، و90 عملية لزرع الأعضاء من مانح ميت، و300 عملية لزرع النخاع العظمي والخلايا الجذعية، بينما وصلت عملية زرع القوقعة لمعالجة الصمم إلى 68، في حين أجريت أكثر من 3000 عملية لزرع القرنية.