الرئيسية / أحوال الناس / “البوطة وكراندة”.. متعة الأطفال المحفوفة بالمخاطر بهذه الأسعار
قنابل

“البوطة وكراندة”.. متعة الأطفال المحفوفة بالمخاطر بهذه الأسعار

صوت حاد ينبعث من تفجير “قنابل عاشوراء”، مبعث المتعة للأطفال بالأحياء الشعبية، ومصدر إزعاج للسكان، انفجارات متتالية بفعل العدد الهائل للمتفجرات التي يقتنيها الأطفال، دون رقابة من بعض الدكاكين التي بدورها تقتنيها من سوق “درب عمر” في البيضاء.

“قنابل أو متفجرات أو ألعاب نارية” كما يسميها الأطفال، صارت مصدرا للخوف، لدى الكثير من السكان بعدد من الأحياء الشعبية، بل امتدت إلى الراقية منها، فيكفي دفع أي طفل لدراهم معدودة، لينال حصته من “المتعة المحفوفة بالمخاطر”، في وقت يستمد بعض الأطفال متعة أكبر، عند الإلقاء بها، في المحلات التجارية والحمامات العمومية، وأبواب العمارات، وأحيانا كثيرة إلقاؤها على المارة، خاصة النساء منهم، حسب ما استقاه موقع “مشاهد 24” من بعض المواطنين.

حروق وإصابات في طبل الأذن، بعض مما يفاجئ الأطفال، عند مزاولة لعبة “المتفجرات”، حسب ما فسره بعض الأطفال بحي سيدي عثمان، في الدار البيضاء، لموقع “مشاهد 24″، بنبرة تنم عن إحساس بالتحدي المعزز بالبراءة الطفولية، موضحين أن تعرضهم لهذه المشاكل أثناء تفجير “قنابل عاشوراء” لا يردعهم في كل الأحوال عن متابعة اللعب، اعتبارا إلى أنها لعبة موسمية، وإن كان يصرفون ما يملكون من الدريهمات.

أصناف كثيرة من “متفجرات عاشوراء”، تغري الأطفال على خوض تجربتها، بدافع فضولي، والمحظوظ بينهم من سمحت له إمكانياته المادية، في اقتنائها بصرف النظر عن حجم مخاطرها.

بأسلوب ينم عن دراية شاملة بأنواع بـ”اللعب النارية”، يذكر بعض الأطفال أن الأكثر استعمالا من لدنهم، هو النوع الأرخص ثمنا، والمتمثل في “قنبلة زيدان” بـ 50 سنتيما للواحدة، التي بمجرد إشعالها تنفجر مرة واحدة، شأنها شأن “قنبلة الفرخ”، وهي “قنابل” دون فتيل، يشعلها الأطفال بجرأة كبيرة لتنفجر بين أيديهم، في حين جربوا “قنبلة بوكيمون” التي يقدر ثمنها بـ4 دراهم للواحدة، قالوا إنها تنفجر محدثة ثلاث طلقات.

كما جربوا في أحيان نادرة تفجير “قنبلة كراندة” بـ 8 دراهم للواحدة، مستمتعين بانفجارها على مرحلتين، الأولى في الأرض والثانية في الأعلى، لكنهم لم يغفلوا الإشارة إلى خطورة هذا النوع من “اللعب النارية”، بينما ذكروا أن هناك قنبلة تدعى “البوطة” وهي نوع خطير حسب قولهم، ثمنها 6 دراهم للواحدة، تنفجر مرة واحدة مخلفة دخان، إضافة إلى لعبة “الصاروخ”، ثمن حجمه الصغير 3 دراهم، فيما ثمن الحجم الكبير 6 دراهم، ومن شأنه أن يحدث صوتا يعلن عن انطلاقه في الهواء لينفجر على علو يتعدى مكان وجود الأطفال.

كما يروي الأطفال لموقع “مشاهد 24″، أن بعض اللعب النارية غالية الثمن بالنسبة لهم، وفي الآن نفسه، غير قابلة للانفجار، مثل “ما يصطلح عليه بـ”البراشيت” التي يبلغ سعرها 20 درهما للواحدة، تطير في الهواء على نحو يثير إعجابهم ومرحهم، كما أن لعبة “النحلة” التي ثمنها 3 دراهم للواحدة، يمكن معها الاستمتاع بإشعال فتيلها دون انفجار، لتحلق في الهواء بما يشبه النحلة الحقيقية.

كما يجد الأطفال في الألوان التي تحدثها لعبة “الطيارة” والتي ثمنها 5 دراهم للواحدة، فرصة للنظر في ألوان متعددة تتشعب منها في صورة وصفوها بـ”المثيرة”، إلى جانب لعبة “السيغار” وثمنها درهمين والنصف الدرهم، تخول للأطفال الاستمتاع بتلك النجوم التي تتطاير على شكل شرارات مجرد إشعالها.

إن الدخان المنبعث من التفجيرات والصوت الحاد الذي يصدح في دروب وأزقة حي سيدي عثمان، بالدارالبيضاء، في غفلة من سكانها، هو مبعث بهجة الأطفال، حين يتجمهرون في محاولة منهم إشعال فتيل “المتفجر”، ولأن المسألة تتطلب سرعة ودقة، ففي لحظة من الزمن، يتفرق الأطفال في كل الاتجاهات وهم ينأون بأنفسهم عن تجليات الانفجار، وهنا مكمن المتعة التي تقودهم إلى صرف دراهم في دخان يتلاشى، مخلفا وراءه رائحة مواد كيماوية، وتهديدا يحدق بهم، كما يحدق بالمجاورين لهم.