يبدو أن التواجد العسكري الروسي بسوريا بات يقلق دول التحالف على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تؤكد أن نسبة من الهجمات الروسية تستهدف مواقع المعارضة “المعتدلة” وليس “داعش”.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن عددا من المصادر الحكومية الأمريكية تشير إلى استهداف الهجمات الروسية لبعض المواقع التابعة لفصائل المعارضة المدعومة من المخابرات الأمريكية “سي آي ايه”.
وفي تصريحات لأحد المسؤولين الأمريكيين، فإن الولايات المتحدة باتت على يقين بأن الهجمات الروسية على مواقع المعارضة متعمدة، مشيرا بالقول “في اليوم الأول، كان بإمكاننا أن نقول إنه مجرد خطأ، إلا أنه في اليومين الثالث والرابع، لم تعد هناك شكوك حول الطابع المتعمد لهذه الغارات، فالسلاح الجوي الروسي يعلم جيدا ماذا يستهدف من خلال ضرباته”.
ومن جهته طالب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر القوات الروسية بضرورة التركيز على ضرب مواقع “داعش” وليس معارضي الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار كارتر إلى أن واشنطن تأمل أن تعيد موسكو مراجعة حساباتها داخل سوريا، حيث قال “مازلت آمل في أن يدرك فلاديمير بوتين أن تمسك بلاده بسفينة غارقة يمثل استراتيجية خاسرة، ويقرر مواجهة الخطر الذي يمثله “داعش“ عوض مواصلة غاراته الأحادية ضد معارضي الأسد”.
هذا ورفضت واشنطن في وقت سابق الإفصاح عن إحداثيات مواقع المعارضة “المعتدلة” في سوريا، وذلك تجنبا لوقوعها في أيدي قوات الأسد.
وبخصوص حادث اختراق الطائرتين الروسيتين للمجال الجوي التركي، أكد البنتاغون أن الاختراق لم يحدث بمحض الصدفة، مؤكدا على أن النوايا الروسية في سوريا تثير الكثير من التساؤلات.
ومن جهته، شدد حلف شمال الأطلسي على ضرورة احترام السلاح الجوي الروسي للمجال الجوي التابع لدول “الناتو” تجنبا لحدوث توتر في العلاقات مع هذا الأخير.
وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف “الناتو” أن اختراق الطائرتين الروسيتين للمجال الجوي التركي “أمر غير مقبول”، حيث دعا إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل منع تكرار مثل هذا الحادث.
إقرأ المزيد:هذه مواقف الغرب من القصف الروسي لداعش في سوريا
هذا وتعارض عدد من الدول الغربية والعربية الهجمات الروسية بسوريا، والتي يشار إلى أنها لم تستهدف المواقع التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على غرار أهداف دول التحالف ضد داعش.