الرئيسية / المغرب الكبير / بن شيكو يكتب عن الإنسان البدائي الجزائر ي الذي يريد منافسة المغرب في إفريقيا
الإنسان البدائي الجزائري

بن شيكو يكتب عن الإنسان البدائي الجزائر ي الذي يريد منافسة المغرب في إفريقيا

بنبرته الساخرة المعهودة وكلماته الحادة تجاه النظام الجزائري، والتي جعلته منذ سنوات من الأصوات الصحفية المشاغبة في بلاده، نشر الكابت الجزائري محمد بن شيكو مقالا هاجم فيه ما يمكن أن يقال إنه سبات الإنسان البدائي الجزائري ، والذي أراد أن يستفيق أخيرا لمحاولة اعتراض تمدد المغرب في إفريقيا.

بن شيكو، في مقاله المعنون، “إفريقيا والمغرب والإنسان البدائي الجزائري “، والذي نشرته عدة مواقع جزائرية ومغربية باللغة الفرنسية، قال إنه في ظل الدعوات التي ترتفع اليوم في الجزائر من أجل الترويج لولاية خامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد 20 سنة قضاها هذا الأخير في السلطة تميزت بالركود وبإنهاك الاقتصادي الوطني، وبعد أن ظل الإنسان البدائي الجزائري منعزلا لمدة طويلة، ها هو اليوم يخرج من مغارته من أجل “الانفتاح على إفريقيا”.

استفاقة “النياندرتال” الجزائري يفرضه تمدد المغرب في القارة الإفريقية “بسرعة مدهشة”. رغم ذلك، فرجل المغارة يعتقد أنه بإمكانه مواجهة هذا التمدد، لكن السؤال هو كيف وبأية وسائل؟ كيف يمكن له جذب الدول الإفريقية الساعية إلى التحديث وهو بلد يملك رئيسا مريضا يسعى مع ذلك إلى “ولاية خامسة”؟ كيف يمكن له تعزيز الشراكة الإفريقية وهو يفتقر إلى صناعة وإنتاجه الوطني شبه منعدم، باستثناء المحروقات؟ كيف يمكن له إحداث هذا التأثير في ظل غياب مستثمرين وطنيين وفي ظل التأخر الكبير الحاصل في مجال التدبير والحكامة؟

“سيكون معجزة بالنسبة لنظام كل ما نجح فيه هو إفقار شعبه طيلة 15 سنة توفرت له فيها عائدات مالية استثنائية، والذي لم يستطع تحقيق ولو تقدم طفيف للاقتصاد الوطني خارج إطار المحروقات طيلة هذا الوقت، نظام قام بتبديد 800 مليار دولار من دون أن يقوم ببناء مصنع واحد، سيكون معجزة بالنسبة له أن يصبح نموذجا للبلدان الإفريقية”، يقول الكاتب الصحفي الجزائري.

بسخريته المعهودة، ساءل بن شيكو تصريحات وزير الخارجية رمطان لعمامرة، والذي قال فيها إن “الجزائر، باعتبارها أكبر بلد إفريقي وعربي، هي جزء لا يتجزأ من إفريقيا”، حيث خاطبه الكاتب متسائلا، “الجزائر أكبر بلد إفريقي وعربي في أي مجال بالضبط؟”، مضيفا أن الوزير ربما يقصد في كرة القدم.

وتابع صاحب كتاب “بوتفليقة: خدعة جزائرية”، أن “الواقع أعقد من ضربة حرة ينفذها رياض محرز أو توغل يقوم به ياسين براهيمي”، ففي ترتيب الدول الإفريقية الأكثر ازدهارا، حسب تصنيف مركز Legatum Institute الذي يوجد مقره بلندن، والذي يأخذ تصنيفه مؤشرات عدة من بينها الوضع الاقتصادي ومناخ الأعمال والحكامة والتعليم والأمن والحرية الفردية، يوجد “أكبر بلد إفريقي وعربي” خارج ترتيب الدول العشرة الأولى، وراء بلدان إفريقية مثل جنوب إفريقيا وجزر موريس وبوتسوانا وناميبيا والمغرب والسينغال وتونس وغانا.

الصحفي الجزائري قال إن وزير خارجية بلاده ورئيس اتحاد الباطرونا (منتدى رؤساء المؤسسات) علي حداد (حيث التقى الرجلان في ندوة للحديث عن المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال الذي سيعقد بالجزائر في دجنبر المقبل)، اعتقدا أنه بإمكانهما اختراق إفريقيا من خلال بعض “الكلمات المعسولة وقنينة خمر”، بينما ما يجب أن يعرض على إفريقيا هو مشاريع مشتركة وأبناك وشركات قوية ودبلوماسية عصرية ورؤية استراتيجية للتقارب بين الجزائر وإفريقيا.

بن شيكو ذكر بأنه طيلة 17 سنة حكم بوتفليقة، أدارت الجزائر ظهرها لإفريقيا حيث أنه باستثناء قمم “الاتحاد الإفريقي”، لم يقم الرئيس الجزائري بأي زيارة رسمية لبلد إفريقي منذ 1999.

في مقابل ذلك، طاف الملك محمد السادس القارة السمراء بمختلف مناطقها، فاسحا المجال أمام الاستثمارات المغربية وأمام شركات وأبناك المملكة حتى أصبح المغرب المستثمر الإفريقي الأول في منطقة غرب إفريقيا. ولتحقيق ذلك ، كان لا بد من حيازة ثقة الحكام الأفارقة.

مقاربة الملك محمد السادس تجاه إفريقيا، يضيف الكاتب الجزائري، ممتدة في الزمن، وهي قائمة على أساس مبدأ “رابح-رابح”، مع ما يفرض ذلك من الانصات إلى معاناة القارة ، معتبرا أن المغرب يتبنى خطابا جديدا ومطمئنا لإفريقيا، على خلاف خطاب وزير الخارجية الجزائرية الذي لا تملك بلاده لا الأبناك التنافسية ولا الشركات القوية لاجتذاب بلدان القارة السمراء.

للمزيد: ماذا وراء إيفاد الجزائر بن صالح ولعمارة إلى قمة المناخ بمراكش ؟