أخيرا، يبدو أن الطريق أصبحت اليوم سالكة نحو تشكيل الحكومة الجديدة، وفق بعض المؤشرات التي باتت تلوح في آخر النفق الذي كانت المشاورات قد توقفت عنده، منذرة بأن عبد الإله بنكيران، أوشك على الفشل في مهمته، بسبب بعض المصاعب التي واجهته، جراء سلوك بعض الأحزاب.
المطلعون على دهاليز صناعة القرار السياسي، يعتقدون أن هناك توجيهات بتسهيل مهمة بنكيران، بعد أن أضاع وقتا طويلا في المفاوضات، دون أن يسفر الأمر عن التوصل إلى اتفاق يضع حدا لانتظارات المواطنين، الذين نفذ صبرهم، وهم يتطلعون لتكوين حكومة جديدة، تسهر حقا على معالجة ملفاتهم بالنجاعة المطلوبة، وتكون في مستوى المقتضيات الواردة في الخطاب الملكي لعيد المسيرة الخضراء.
للمزيد من التفاصيل:الملك محمد السادس: لن أتسامح مع أي محاولة لتشكيل حكومة غير مؤهلة!
الآن، بدأت معالم الطريق نحو تشكيل الحكومة الجديدة تتضح بعد التحول الطاريء على حزب التجمع الوطني للأحرار، بفك ارتباطه بحزب الاتحاد الدستوري، ولم يعد مطروحا أبدا دخولهما معا إلى الحكومة، ليقتصر الأمر فقط على حزب أخنوش.
هكذا، إذن، يصبح حزب العدالة والتنمية، في غنى عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي لم يفصح عن اختياره، هل هو في المعارضة، أم في الأغلبية، مكتفيا بإطلاق تصريحات على ألسنة قادته، دون الالتزام بشيء محدد، وقد يترتب عن ذلك تضييعه لفرصة تاريخية في المشاركة في الحكومة.
ولربما تلقى الحركة الشعبية نفس المصير، بعد أن ظل امحند العنصر، امينها العام، يتلكأ في اتخاذ القرار، ملوحا بإحياء مجموعة أحزاب ” الوفاق”، التي نسيها الجميع، لانعدام أي وجود فعلي لها في الساحة السياسية بالمغرب.
وعلى العكس من ذلك، كان موقف الياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، واضحا،فقد استغل مؤخرا اجتماع المكتب السياسي، بالمدينة الحمراء لتوجيه بعض الرسائل السياسية إلى بعض الجهات، وخاصة رئاسة الحكومة، مؤكدا أنه اختار موقعه في المعارضة.
والأكثر من ذلك، فقد ذهب إلى حد القول، إنه حرص خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها مؤخرا مع بنكيران، على أن يشرح له أنه لايفكر ابدا في “التشويش عليه لعرقلة تشكيل فريقه الحكومي المقبل، كما أنه لاينسق مع أي حزب لإعاقة عمل رئيس الحكومة.”
إذن، والحالة هذه، هل يمكن القول، إن الطريق اصبحت سالكة نحو تشكيل الحكومة الجديدة؟ سؤال من الصعب الجواب عنه، لكن الأيام القليلة القادمة سوف تحمل الخبر اليقين بين طياتها.ألم يقل بنكيران إنه قرر الحسم في الأسبوع المقبل؟.
إقرأ ايضا: صحف الصباح:بنكيران يقرر أسبوع الحسم في قضيةتشكيل الحكومة