دونالد ترامب ذاك الشخص الغريب عن عالم السياسة، هاهو اليوم يحكم أقوى دولة في العالم بعد أن قهر منافسته الوحيدة هيلاري كلينتون، في المناظرات والخرجات الإعلامية وكذا في صناديق الاقتراع، وفرض نفسه كمرشح جمهوري قوي لا يمكن تجاوزه.
الملياردير الأمريكي والذي بنى ثروته في قطاع العقارات، قبل أن يبدأ حملته هذه، كان معروفا خصوصا في الكازينوهات التي تحمل اسمه في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، وكذا في خرجاته التي احتلت عناوين الصحف الصفراء، وكمقدم لبرنامج تلفزيون الواقع “ذي أبرانتس”، لكنه اليوم سار حديث الساعة في أرجاء العالم، كيف لا وهو اليوم أصبح رئيسا لأمريكا.
وصول ترامب إلى البيت الأبيض قد يزعج بعض الحكام وصناع القرار في العالم، لكنه قد يكون مناسبا لدول أخرى وسيتماشى مع استراتيجياتها. ماذا سيستفيد المغرب بعد أن تولى ترامب منصب الرئيس؟ وهل سيكون ورقة رابحة في قضية الصحراء المغربية؟.
“علاقة المغرب مع الحزب الجمهوري الأمريكي كانت جد طيبة على مر التاريخ بالمقارنة مع الحزب الديمقراطي”. يقول الدكتور محمد زين الدين أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في تصريح لـ مشاهد24 والذي أردف قائلا: “الكل يتذكر كيف كان الرئيس الأسبق الجمهوري جورج بوش الابن يولي للقضايا الأمنية والإرهاب اهتماما بالغا، ويساند المغرب في كل قضية تمسه، ومن المؤكد أن دونالد ترامب سيواصل نفس المجهود لأن شمال افريقيا جيواستراتيجيا مهم للولايات المتحدة الأمريكية”.
وفي اعتقاد زين الدين أن علاقة المغرب مع الحزب الديمقراطي غالبا ما تتسم بالاضطراب، والدليل على ذلك “أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خلق متاعبا كبيرة للمغرب في قضيته الوطنية، حيث طالب بتوسيع صلاحيات المينورسو لتشمل حقوق الانسان، كمطلب أمريكي صرف من قبل المساعدين للرئيس الأمريكي في هيأة الأمم المتحدة”.
وأوضح أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية، أن صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية مبني على عدة اعتبارات، فالرئيس لديه عدة صلاحيات، لكنه في نفس الوقت يستند على معطيات يقدمها له الحزب الذي ينتمي إليه، و”بما أن الحزب الجمهوري لديه معرفة دقيقة بالمغرب وعنده مواقف واضحة تجاه قضاياه وقضايا الدول العربية، فمن دون شك سيكون التعاون معه في عدة مجالات أمرا سلسا”.
وأكد زين الدين أن ترامب الوافد الجديد على البيت الأبيض لديه عقلية اقتصادية وأمنية، فهو يسعى حسب ما صرح به لمحاربة الارهاب ومحاربة التطرف والهجرة السرية، والمغرب أبان عن نية للدخول في غمار محاربة هذه الأمور، ولديه تجربة محترمة، وسيكون هناك تعاون كبيرة بين المغرب وأمريكا في قادم الأيام.
وشدد المتحدث ذاته، أن الرئيس الأمريكي الجديد من أشد المناوئين للجماعات المتطرفة، حيث أكد أن البوليساريو جماعة إرهابية مائة بالمائة وبصم على ذلك، وبالتالي “المغرب قد يربح هذه الورقة لإنهاء مشكلة الصحراء المغربية، والتي عمرت طويلا”.
وفي نظر مجموعة من المراقبين يؤكد الدكتور زين الدين، أن ترامب “حديث العهد مع السياسة الداخلية وكذا الخارجية، وهو ما سيستدعي ضرورة الاستعانة بطاقم إداري سيُسير بجانبه البيت الأبيض.. وطبيعة حقيبة وزارة الخارجية، والسفير الحاضر بالمغرب، هي أمور ستُبين المتغيرات الأساسية للسياسة الأمريكية تجاه المغرب”.