الرئيسية / إضاءات / ما هي الدوافع الحقيقية لتغيير نبرة الخطاب السياسي لدى زعامات الأحزاب؟
الخطاب السياسي

ما هي الدوافع الحقيقية لتغيير نبرة الخطاب السياسي لدى زعامات الأحزاب؟

تغيرت نبرة الخطاب السياسي لحزب الاستقلال تجاه حزب العدالة والتنمية، بعد  اللقاء الذي جمع أول أمس في مقر حزب ” المصباح” بين عبد الإله بنكيران، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الميزان، في إطار المشاورات الجارية حاليا لتشكيل الحكومة.

فقد سارع حزب الاستقلال مباشرة إلى التنويه  بما سماه “الأجواء الإيجابية والأخوية” التي ميزت اللقاء التشاوري لشباط مع  بنكيران، مشيرا إلى أنه “اختار بوطنية كاملة وبوضوح تام الاصطفاف في جبهة الأحزاب الوطنية الديمقراطية، وصيانة للتراكمات التي عرفتها بلادنا وحماية للمكتسبات التي تحققت بتضحيات جسيمة”، وفق البلاغ الصادر عن اللجنة التنفيذية للحزب بالرباط.

هذا، في الوقت الذي يعرف فيه الجميع، أن لا خيار أمام حزب أحفاد الزعيم الراحل علال الفاسي، سوى الانخراط في المشاورات للدخول في الحكومة، لأنها هي الفرصة الوحيدة  المتاحة أمامه الآن، للعودة إلى مكانته داخل المشهد السياسي الحزبي، خاصة في ظل تسيير شباط، الذي عرف عهده بعض العثرات والأخطاء السياسية، التي دفع ثمنها غاليا، مثل الانسحاب من النسخة الأولى من الحكومة، وتنظيم مسيرة في الرباط، تم فيها استعمال الحمير، لأول مرة، كشكل احتجاجي في  تاريخ المغرب السياسي المعاصر.

وفي ظل الاستعدادات للدخول للحكومة، ومن أجل تعزيز موقفهما التفاوضي، وكما لاحظت ذلك، أقلام الصحافة، جاءت  دعوة قيادتي حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي  لاجتماع مشترك “من أجل بحث آخر التطورات التي تعرفها بلادنا، في إطار المستجدات التي تشهدها الساحة السياسية التي أضحت تحكم المشهد الانتخابي بالمغرب، واقتناع الحزبين بالعمل المشترك الذي يعتبر أساسيا ومهما لتحصين البلاد وحماية الاختيار الديمقراطي من كل المخاطر”، حسب تعبير بلاغ اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال.

بعد اتهاماته الخطيرة.. لشكر يدخل مقر البيجيدي للتفاوض مع بن كيران

التغيير في التعبير عن الموقف تجاه حزب العدالة والتنمية، من النفيض إلى النقيض امتد ليشمل أيضا حزب رفاق المهدي بنبركة، وخاصة على مستوى القيادة، ممثلة في ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب ” الوردة”، الذي تنكر لكل تصريحاته النارية سابقا، واستبدلها بكلمات تقطر توددا لعبد الإله بنكيران، بدعوى تسهيل مهته، في تشكيل الحكومة، بينما عينه، في الحقيقة، على وزارة العدل لنفسه، ورئاسة مجلس النواب، للحيبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني للحزب، وبالتالي انقاذ مستقبله السياسي، الذي يبدو اليوم، واكثر من أي وقت مضى بأنه أكثر عرضة للخطر.

ولا احد يعرف، حتى الآن، كيف سينتهي السباق نحو رئاسة الغرفة الأولى للبرلمان، بين حميد شباط والحبيب المالكي، كلاهما يريدها لنفسه، لما تمثله من قيمة رمزية، ولما يشكله هذا المنصب من اهمية على مستوى التراتبية في هرم الدولة.

إلا أن المؤكد، هو أن هذا التغيير في المواقف،  من طرف زعامات الأحزاب، مثل لشكر وشباط، وكذا الياس العماري الملتحق أمس الثلاثاء، بكوكبة الداعين إلى المصالحة، يجعل متتبعي الشأن الوطني يطرحون أكثر من علامة استفهام، حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التبدل في  الخطابات السياسية المستعملة لدى زعامات الاحزاب، ومدى جديتها، وعدم خضوعها للمتغيرات،  وخاصة فيما يرتبط  بالبحث عن فرصة لاقتسام كعكعة المناصب !!

للمزيد من التفاصيل: الياس العماري: في السياسة ليس هناك حرام دائم ولا حلال دائم..