يطمح حزب الاستقلال، أقدم تنظيم سياسي في المغرب، في حال تصدره لنتائج الانتخابات التشريعية اليوم الجمعة، إلى رئاسة الحكومة، بزعامة حميد شباط، الأمين العام لحزب ” الميزان”، ووكيل اللائحة في مدينة فاس، التي كانت تعتبر قلعته الانتخابية، قبل أن ينهزم فيها بعد الانتخابات الجماعية المحلية يوم 4 شتنبر الماضي.
وتتجلى رغبة قادة الحزب في قيادة سفينة الحكومة المقبلة واضحة من خلال تصريحاتهم للصحافة، مثلما عبر عن ذلك صراحة وبوضوح تام، كريم غلاب، رئيس مجلس النواب سابقا، ووكيل لائحة الميزان بدائرة ابن مسيك بالدار البيضاء، بالقول، إن تصدر حزبه نتائج الانتخابات التشريعية ، وتعيين رئيس حكومة يقود التجربة الحكومية المقبلة من صفوفه، وارد جدا.”
المتحدث نفسه، كان قد صرح بذلك ليومية “الصباح”، مؤكدا أن حزب الاستقلال واثق في نفسه وفي كفاءاته، ومطمئن إلى النتائج التي حصدها خلال الانتخابات الجماعية الماضية، التي بوأته الرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد والأصوات، والرتبة الأولى في مجلس المستشارين، (الغرفة الثانية للبرلمان)، علما أن الرئاسة آلت إلى حكيم بنشماس، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة.
شباط نفسه، الذي يراهن على العودة إلى الحياة السياسية بقوة، رغم العثرات التي تسبب فيها تسييره للحزب، ومن ذلك مثلا، الدفع في اتجاه انسحاب وزرائه من حكومة بنكيران، دون إدراك لعواقب هذا القرار وتأثيراته السلبية، التي أثارت نوعا من الجدل داخل القر المركزي، وخلقت جوا من الخلاف بينه وبين أقرب المقربين إليه في القيادة الحزبية.
مقابل ذلك، استطاع شباط بذكائه السياسي، أن يفتح صفحة جديدة مع “تيار بلا هوادة”، الذي يقوده عبد الواحد الفاسي، نجل علال الفاسي، مؤسس الحزب، بعد أن وصل النزاع بينهما، على خلفية المؤتمر الوطني الأخير إلى القضاء.
ومن أجل تحقيق نتائج تؤهله لتصدر المشهد الحزبي في المغرب، خاض حزب ” الميزان”، حملة استعمل فيها كل وسائل التواصل مع الناخبين، بعد أن حاول، كعادته عند كل استحقاق انتخابي، تغطية جميع الدوائر الانتخابية، في مجموع انحاء المملكة، اعتبارا لأقدميته وتجربته الطويلة في هذا المجال.
ويمثل شباط مدينة فاس في مجلس النواب منذ سنة 1999، كما شغل منصب عموديتها لسنوات طويلة، قبل أن ينتزعها منه الأزمي الإدريسي، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، في الانتخابات المحلية الأخيرة، في هزيمة كان لها وقع خاص وسط متتبعي الشأن السياسي في المغرب.
ويبدو أن طموح شباط، وكما تحدث هو عن ذلك شخصيا، خلال إعطاء انطلاق حملته الانتخابية تحت شعار” تعاقد من أجل الكرامة”، في العاصمة العلمية فاس، هو تصدر نتائج الانتخابات التشريعية على المستوى الوطني، وبالتالي الوصول إلى رئاسة الحكومة، في ” المشور السعيد” في العاصمة السياسية، للجلوس في نفس المقعد الذي سبقه إليه عباس الفاسي، الأمين العام السابق للحزب .
وإذا كان هذا الطموح مشروعا بالنسبة لأي زعيم حزب، فإن الأمر يبقى مرتبطا بما ستسفر عنه نتائج الانتخابات التشريعية مساء اليوم، بعد إقفال صناديق الاقتراع.