الرئيسية / إضاءات / بعد بان كي مون..هذا هو الأمين العام الجديد للأمم المتحدة
الأمين العام الجديد للأمم المتحدة

بعد بان كي مون..هذا هو الأمين العام الجديد للأمم المتحدة

من هو  الأمين العام الجديد للأمم المتحدة  الذي سيخلف بان كي مون،  هذا السؤال أصبح اليوم بلا معنى، بعد أن  بدأت معالم الصورة تتضح داخل مقر المنتظم الدولي في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وظهرت ملامح الرجل الذي سيتولى المهمة في الأفق الزمني القريب .

الأخبار القادمة من تلك البناية الشامخة، عبر وكالات الأنباء الأجنبية، تفيد بما لايدع مجالا للشك، أن حظوظ  أنطونيو جوتيريس ، رئيس وزراء البرتغال السابق، أصبحت اليوم وافرة، وأكثر  اقترابا من الوصول إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، ليخلف  في شهر يناير المقبل، بان كي مون، الذي آن له أن ينعم بتقاعده.

لقد قالها السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، بكل وضوح، مؤكدا  أن غوتيريس هو “الأوفر حظا لخلافة بان كي مون “بعد تصويت غير رسمي أمس الأربعاء في مجلس الأمن، ولم تبق سوى ساعات قليلة من نهار اليوم الخميس، لتأكيد النتيجة وحسم الموضوع نهائيا.

وفي انتظار التتويج الرسمي للأمين العام الجديد للأمم المتحدة من طرف مجلس الأمن، عبر السفير الروسي، الذي يترأس مجلس الأمن هذا الشهر، عن متمنياته ” بكل التوفيق لغوتيريس، حين يتولى مهامه كأمين عام للأمم المتحدة في الأعوام الخمسة المقبلة».

واللافت للانتباه، وكما سجل ذلك مختلف الملاحظين السياسيين الدوليين، أن لاأحد من الأعضاء الدائمين، داخل مجلس الأمن اعترض على وصول غوتيرس إلى هذا المنصب، أو استعمل  حق النقض “الفيتو” ضده،  بما يعني أن هناك إجماعا على قبول ترشيحه لقيادة الأمم المتحدة مستقبلا.

يذكر، وحسب السيرة الذاتية للأمين العام الجديد للهيئة الأممية، المنشورة في مختلف وسائل الإعلام الدولية، أن الرجل ليس غريبا عن المنتظم الدولي، باعتباره يشغل منصب رئيس وكالة  الأمم المتحدة  للاجئين منذ سنين خلت، وبالضبط منذ 10 أعوام تحديدا.

ولعله من سوء حظه، ان يتولى هذه المهمة الجديدة، في وقت يشهد فيه العالم، مزيدا من التوتر  عبر العديد من المناطق، الأمر الذي يضعه أمام امتحان صعب في كيفية مواجهة التحديات الناتجة عن النزاعات والحروب، خاصة في الشرق الأوسط، ( ليبيا وسوريا واليمن)، إضافة إلى تغلغل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية ” داعش”، دون نسيان عربدة إسرائيل في فلسطين، وتنامي العنصرية ضد المسلمين في أوروبا، والتوتر الحاصل بين واشنطن وموسكو إزاء بعض الملفات الملتهبة، مثل أوكرانيا وغيرها.

لكن مايهم المغرب بصفة خاصة، هو كيف سيكون تعامل الأمين العام الجديد مع ملف وحدته الترابية، وما هي المحددات التي ستضبط توجهه في هذا السياق  من أجل إيجاد حل  للنزاع المفتعل في الصحراء، منذ أكثر من أربعين سنة؟

لقد عانى البلد كثيرا مع بان كي مون ومندوبه الشخصي في الصحراء كريستوف روس، الذين بدل أن يكونا عنصرين حاسمين في حل المشكل وترسيخ الشرعية  التي يكتسيها حضور المغرب في أرضه، انحرفا عن هذا المسار، وحاولا الزج بالقضية في متاهات اخرى، بما يخدم  سيناريوهات الخصوم ، وفي مقدمتهم الجزائر وصنيعتها البوليساريو، لولا يقظة المغرب التي أحبطت كل تلك المخططات .

فهل يتدارك المسؤول الأممي الجديد كل تلك الأخطاء، التي ارتكبها من سبقه، ويعمل على معالجة الملف برؤية استراتيجية واضحة تضع حدا لهذا المسلسل، الذي لا يريد له أعداء المغرب أن ينتهي، قصد إنهاكه، وصرفه عن مواصلة الإصلاحات التي يقوم بها في مختلف المجالات؟

سؤال يبقى مطروحا برسم المستقبل، في انتظار مباشرة الأمين العام الجديد لمهامه، لاسيما وأنه يعرف خلفيات الملف جيدا، أولا أثناء رئاسته للوزراء سابقا في البرتغال، المعروف بصداقته للمغرب، وثانيا من خلال إدارته وتسييره لوكالة   الأمم المتحدة  للاجئيين.

ويحسب له، حسب بعض المعطيات، أنه كان أول مسؤول أممي يدعو إلى إحصاء اللاجئين في  تيندوف، مما أثار غضب مسؤولي الجزائر وقادة البوليساريو، مخافة افتضاح حقيقة الأوضاع في مخيمات البؤس والعار .