أينما حل وارتحل والدموع تصاحبه على وجنتيه وكأنها أضحت رمزا جديدا له عوض “المصباح”. من دون شك لفت عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أنظار المغاربة خلال الأيام الأخيرة، فالرجل لم يترك منصة أو مهرجانا خطابيا لحزبه في كبريات المدن والحواضر المغربية إلا وأن ذرف الدموع فيه، فالمشهد تكرر أكثر من مرة وفي ظرف وجيز. فهل أصبح البكاء موضة جديدة في استمالة محبة الناس؟ أم إن الرجل فعلا يوجد بداخله جانبا حساسا يفيض كلما استشعر حرمان المواطنين وحاجتهم لحكومة جادة تخدمهم؟.
أن يبكي زعيم حزب سياسي يقود الحكومة، فهذا قد يعني للبعض أن هذا الأخير يقر بفشله في تدبير بعض الملفات التي تهم جزء كبيرا من المغاربة أو تقصيره تجاههم، فبنكيران عندما أجهش بالبكاء أمام أنظار ساكنة تارودانت يوم الأحد الفائت، قال قبلها بقليل: “لا ندري قد نلتقي فيما بعد أم لا لأن المستقبل لا نعلم ما يخبئه لنا”، قبل أن يضيف “الناس لا يأتون بهذه الكثافة إلا إذا كان أملهم كبيرا، وأريد أن أقول لكم خصنا نبقاو شادين حتى نوصلو للنتيجة لي بغينا”، وهذا ما يوحي أن زعيم “المصباح” ربما يحس بتقصيره لهذه المدينة لا سيما وأنه أقر بذلك في كلمته الافتتاحية.
ورغم المديح الذي كالته كتائب البيجيدي الالكترونية للزعيم الإسلامي، إلا أن دموع بنكيران استغلها خصومه السياسيين. سهيلة الريكي القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، قالت إن بكاء الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بمعظم المهرجانات الخطابية التي يلقيها راجعة لكونه “ما سخاش بمانضة 10 مليون والامتيازات والخدم والحراس الشخصيين”.
وعلقت الريكي في تدوينة لها بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” قائلة: “الفراق صعيب.. لكن هذه هي الحياة تقدر تبداها بالقهقهات وتختمها بالبكا والتشحتيف”.
من جانبه قال عبد العزيز أفتاتي القيادي المثير للجدل بحزب العدالة والتنمية، في تصريح لـ مشاهد24، إن “بنكيران بشر من لحم ودم ومن الطبيعي أن يتأثر عندما يرى أمام أعينه آلاف المواطنين يحجون من أمكنة عدة، قاطعين مسافات طويلة لرؤيته والاستماع لما سيقوله وذلك على نفقتهم الخاصة”.
وأضاف أفتاتي، أن بنكيران يذكر هؤلاء المواطنين بقياديين بارزين مروا عبر تاريخ المغرب مثل علال الفاسي والمهدي بنبركة، وينسيهم “كركوز اليوم” في إشارة إلى إلياس العماري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.
وشدد المتحدث ذاته، أن العماري عندما قدم إلى وجدة نهاية الأسبوع الماضي، “استعان بأشخاص بؤساء مقابل المال لملأ الصفوف أمام رجل لا يبعث على الارتياح”. مردفا أن “حزب العدالة والتنمية واثق من النصر في محطة الـ7 أكتوبر الجاري وسيُكتب في التاريخ”.