الرئيسية / أحوال الناس / بالصور .. “قفة الدوم” تدخل بيوت المغاربة بهذا الشكل وبهذا السعر
"قفة الدوم"

بالصور .. “قفة الدوم” تدخل بيوت المغاربة بهذا الشكل وبهذا السعر

على مسافة ليست ببعيدة عن الدارالبيضاء، حيث تفصلها بعض الكيلومترات عن إقليم مديونة، شكل مشهد السلات المصنوعة من “الدوم” والسلات المصنوعة من “عود الدفلة”، المعلقة على واجهة المحل، جمالية خاصة، زاد من قيمتها، حرص الناس على استهلاك هذا النوع من المنتوج، بعد تطبيق قانون منع استعمال أكياس”البلاستيك”، قبل ثلاثة أشهر.

kofa-2

إن العبور من أمام المحل، بعد أن ساعده موقعه في قارعة الطريق الفاصلة بين الدارالبيضاء مديونة، يلفت الأنظار على نحو مغاير، قبل صدور قانون “منع الميكا”.

فما كان يمثل لبائعي “منتجات الدوم” مساحة ضخمة بين سلعتهم والربح من تجارتها، أصبح بعد قانون منع “الأكياس البلاستيكية” يمثل مجالا جديدا لتطوير الإنتاج بأشكال وأحجام مختلفة، بعدما فرض واقع الحال على المواطنين، اعتماد” سلة أو قفة الدوم”، لأنها وحدها في هذا التغيير، حاملة للسلع والأغراض والمنتجات، لا تحتاج للتغيير الكثير والمستمر.

وحين زار موقع “مشاهد 24” المحل المجاور لإقليم مديونة، بدا أن أول خاصية يحرص عليها بائعو منتجات الدوم، بسطها على نحو يفصل بين منتجات الدوم والدفلة، يمكن للزبون التمييز بينها، حيث هناك سلات للتبضع غالبا ما تصنع من مادة “الدوم”، ذات لون أصفر، خيوطها منسوجة على نحو تكون فيه طيعة وتميل إلى الليونة، فيما هناك سلات مصنوعة من الدفلة، ذات لون بني صلبة وغير قابلة للطي، حسب ما أوضح تاجر المحل لـ”مشاهد 24”.

kofa-3

وتستعمل سلات الدوم، في كثير من الأحيان، لأغراض التبضع وحمل الحاجيات، فيما تستعمل سلات الدفلة، للزينة وجمع الأشياء والمنتجات، مثل سلات المخابز الكبيرة، وسلات الخضر والفواكه بالأسواق.

وفي خضم حظر استعمال الأكياس البلاستيكية، ارتفع سعر قفة الدوم بفارق 15 درهم عن الثمن الأصلي، فبعد أن كانت في السابق تقدر بـ 30 درهم، أصبحت اليوم بـ 45 درهم، وهو ارتفاع لم يغير من هامش ربح التجار، غير أنه أنعش تجارتهم نسبيا، حيث إن سعر المواد الأولية لصنع منتوجات الدوم، ارتفع بموازاة ازدياد الطلب على هذا المنتوج.

kofa-4

بقيت أسعار منتجات شجرة الدفلة، ثابتة، اقتصارا على استعمالها في المحلات التجارية والأسواق، فلم يكن لحظر استعمال الأكياس البلاستيكية، أثرا إلا على المتبضع الذي تقوده الضرورة إلى حمل أغراضه، فيستعين بقفة “الدوم”، أما سعر السلات الكبيرة للمخابز تصل إلى 70 درهم، فيما سلات الخضر بالأسواق، تصل إلى 25 درهم.

إن حرفة الدوم من الصناعات التقليدية اليدوية التي تكلف جهدا، يفرض على الحرفي أن ينتج من ورائه مصنوعات تتميز بالإبداع، لتحجز مكانا في السوق، حيث تشتد المنافسة مع منتجات شبيهة، لكن من مواد أخرى.

kofa-5

وتعد الصناعات التي تتركز على مادة الدوم من النشاطات الحرفية القديمة ، ولا تقتصر منتجات الدوم على القفة فقط، بل تتعدى إلى القبعات والحصيرة والأطباق، غير أن القفة تبقى الأكثر استعمالا، فهي عبارة عن كيس مفتوح من الدوم الموظف بطريقة متراصة ودقيقة، مزينة في الأعلى بيدين مصنوعتين إما من الجلد أو القنب، وإما من الدوم نفسه، وهي مختلفة الأحجام والأشكال، كما تُنتج بألوان مزخرفة، غير لون الدوم الطبيعي، بعد تلوين أليافه.

kofa-7

وحسب إفادة صانع منتجات الدوم، فإن القفة تمر بمراحل، بدءا من اقتناء مواد أولية، حيث يجري توضيب الألياف، عبر تنقيتها ثم نقعها في الماء لمدة، من أجل التليين والتبييض، وتلوين أجزاء منها، تليها مرحلة التوظيف، وهي المرحلة التي يتم من خلالها إنتاج سلسلة عرضها 5 سنتيمترات، تتكون من ستة ألياف مجمعة مع بعضها البعض، على شكل ضفيرة الشعر، بعدها مباشرة تأتي مرحلة التجميع، حيث تجمع الضفائر مع بعضها البعض، بواسطة شريط مفتول وإبرة كبيرة تسمى (المخيط)، لإنتاج القفة بشكلها المطلوب، وفي النهاية تتم إزالة الألياف الزائدة، لتنقية المنتوج وبلوغ الشكل النهائي والمرتب.

ويبقى للزبون مجالا لانتقاء ما يلائمه شكلا وحجما لـ”قفة الدوم”، وتجديد تلك العلاقة القديمة بينها وبينه، بعد أن استعاض عنها قبل سنوات بالأكياس البلاستيكية.

kofa-6