قد يضطر نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى تغيير شعاره الذي يتبناه في حملته الانتخابية وهو مواجهة التحكم، وذلك في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بعد صدور بلاغ شديد اللهجة أمس الثلاثاء 13 شتنبر الجاري من طرف الديوان الملكي يدافع فيه عن المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة الذي اتهمه بنعبد الله بالتحكم عبر تأسيسه للبام، وربما قد يقرر عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية اتخاذ نفس الخطوة، فالمعروف أن حزبي “المصباح” و”الكتاب” نجحا خلال الولاية الحالية للحكومة أن يطورا تحالفهما ويتعهدا بالحفاظ عليه حتى بعد الانتخابات التشريعية، كما أن بنكيران وبنعبد الله كأمينين عامين يتميزان بخطابهما المتماهي في مهاجمة ما يصفونه بـ “التحكم”.
تنبيهات المؤسسة الملكية
من يقرأ البلاغ الصادر عن الديوان الملكي تجاه نبيل بنعبد الله سيستنتج أنه امتداد لخطاب العرش الأخير، الذي شدد فيه العاهل المغربي أن المؤسسة الملكية لا يجب إقحامها في الصراعات الانتخابية، وبالتالي بلاغ الديوان هو تنبيه للقيادات الحزبية.
ففي أقل من شهرين اضطرت هذه المؤسسة إلى إشهار الورقة “الصفراء” في وجه الأحزاب لإقناعها بوجود سقف دستوري يجري داخله التنافس الانتخابي بعيدا عن المزايدات الفارغة، وهو ما ترجمه بلاغ الديوان الملكي الذي صنف تصريحات الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ضمن خانة “التضليل السياسي”، وهي التي تأتي في ظرفية جد دقيقة فالحملة الانتخابية لم يتبق لها إلا أسبوعين، وهنا يطرح السؤال: كيف سيقنع نبيل بنعبد الله المغاربة للتصويت على حزبه وهو مغضوب عليه من طرف الجهات العليا، مع العلم أن البلاغ لم ينتقد حزب “الرفاق” بقدر ما انتقد قائده، إذ حرص على التمييز بين الحزب وأمينه العام.
سلوك الرد كما هو متداول إجراء حضاري لتلافي لغة التشكيك والكلام غير المنطقي، وبالتالي بلاغ الديوان الملكي لم يأتي من فراغ فالمس بسمعة أي عضو داخل هذا الديوان هو مس صريح بالمؤسسة الملكية، مادام هؤلاء المستشارين لا يتصرفون إلا في إطار مهامهم وبتعليمات محددة وصريحة من طرف الملك محمد السادس.
مستقبل بنعبد الله
المتابعون للشأن السياسي يعتبرون أن نبيل بن عبد الله تمادى نوعا ما في خطابه خلال الآونة الأخيرة لا سيما مع اقتراب الاستحقاقات التشريعية، والكل يتذكر لقاء الصخيرات الأخير الذي خصصه حزب التقدم والاشتراكية لتقديم حصيلة وزراء حزب “الكتاب” في هذه الحكومة، عندها خصص بنعبد الله جزء كبيرا من كلمته للتحدث عن مفهوم “التحكم” (انظر الفيديو أسفله)، بحضور حليفه المستقبلي عبد الإله بنكيران.
بعد هذا الجدل، هل بدأ نبيل بن عبد الله في كتابة فصول نهايته السياسية؟. وما سر امتداح الديوان الملكي لحزب التقدم والاشتراكية واستحضار جهوده في النضال في المقابل “قصف” قائده؟. هل سيخلق هذا “البلاغ” تصدعا داخل بيت “الرفاق” خلال قادم الأيام؟
كلها تساؤلات تطرح نفسها، وربما بنعبد الله يطرح بنفسه ذات الأسئلة، وقادم الأيام ستكشف لنا تطورات قد تكون مفاجئة، فالبلاغ موجه بصفة ضمنية للحليف الاستراتيجي لحزب التقدم والاشتراكية، وهو العدالة والتنمية.