عكست الخطابات، التي وجهها الملك محمد السادس للأمة خلال سنة 2024 الدينامية الدولية الإيجابية التي تشهدها قضية الصحراء المغربية. والتي يمكن اختصارها في عدد من النقاط، أهمها تأكيد فرنسا، العضو الدائم في مجلس الأمن، دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، بالإضافة إلى انضمام بعض الدول الداعمة لمبادرة الحكم الداتي كأساس لحل لهدا النزاع الإقليمي المفتعل، مع تسجيل تزايد تعليق الاعتراف بالجمهورية المزعومة.
ففي الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش، ذكر العاهل بما تم إنجازه من تكريس الوحدة الترابية، وتعزيز مكانة المغرب، كفاعل وازن، وشريك مسؤول وموثوق، على الصعيدين الجهوي والدولي.
وركز الخطاب على آزمة الماء التي تواجهها البلاد، بسبب توالي سنوات الجفاف وتنامي الطلب واستهلاك المادة الحيوية، إذا اعتبرها من أهم التحديات التي تواجه المملكة وتتطلب المزيد من “الجهد واليقظة، وإبداع الحلول، والحكامة في التدبير”.
وفيما يخص الأقاليم الجنوبية للمملكة، قال العاهل “فقد ساهمت محطات تحلية المياه، التي تم إنجازها، في النهوض بقوة، بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. لذا، نوجه لتوسيع محطة الداخلة، والرفع مستقبلا، من القدرة الإنتاجية للمحطات الأخرى؛ وذلك بالاعتماد على المؤهلات الكبيرة من الطاقات النظيفة، التي تتوفر عليها هذه الأقاليم”.
وركز الحطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، أيضا بمضمونه كاملا وبشكل حصري على قضية الصحراء المغربية، بما يشكل اختلافا عن السنوات الماضية حيث كانت الشؤون الحزبية والسياسية تأخذ حيزا مهما منه.
وفي هذا الخطاب، الذي يمثل إعلاناً عن دخول هذا الملف مرحلة الحسم، قال الملك: “لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف، ودعوت كذلك للانتقال من مقاربة رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية”.
وأشاد الملك، بهذه المناسبة، بموقف باريس، التي تعترف بسيادة المملكة على كامل تراب الصحراء، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي، في إطار الوحدة الترابية المغربية، كأساس وحيد لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وقال العاهل: “وهكذا، فقد تمكنا، والحمد لله، من كسب اعتراف دول وازنة، ودائمة العضوية في مجلس الأمن، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا”.
كما نوه باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، و بموقف إسبانيا، التي تعرف خبايا هذا الملف، “إضافة إلى أغلبية دول الاتحاد الأوروبي”، وعبر عن اعتزازه أيضا “بمواقف الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي تساند، بكل وضوح والتزام، الوحدة الترابية للمملكة، لاسيما تلك التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة”.
وأكد الملك في هذا الخطاب على أن ” المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع، المزيد من التعبئة واليقظة، لمواصلة تعزيز موقف بلادنا، والتعريف بعدالة قضيتنا، والتصدي لمناورات الخصوم “.
وجاء الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء محملا بعدة رسائل مهمة وواضحة بخصوص قضية الصحراء المغربية والنزاع المفتعل بشأنها، حيث توجه الملك محمد السادس بشكل مباشر إلى الأمم المتحدة مطالبا إياها بتحمل مسؤوليتها.
وقال العاهل في هذا الصدد: “لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، وتوضح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته”.
ووصف الملك أعداء الوحدة الترابية للمملكة بـ”عالم آخر”، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن”، ويستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي.
وشدد العاهل على تعزيز مكانة المغرب الدولية في قضية الصحراء، مشيرا إلى الدعم المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ودائم للنزاع، من قبل عدة دول، بما فيها الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا.