لقد شكلت جولة السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتييه، التي قادته إلى مدينتي العيون والداخلة، في إطار ترجمة نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب، صفعة قوية أفقدت النظام العسكري الجزائري ما تبقى له من صواب، ما دفعه إلى اعتبارها “نقطة اللارجوع” في علاقات الكابرانات بقصر الإيليزيه.
ورأى النظام العسكري، الذي لم يستفق بعد من هول الصدمات المتتالية، التي يتلقاها في حربه القذرة ضد الوحدة الترابية للمملكة، أنه بهذه الزيارة، “تجاوزت السلطات الفرنسية نقطة اللارجوع في علاقاتها مع الجزائر”، حسب ما روجت له الأبواق المأجورة لجنرالات قصر المرادية.
واعتبر إعلام العسكر أن هذه الزيارة “تشكل استفزازا جديدا للجزائر”، بالنظر لموقفها بشان قضية الصحراء المغربية، ليفضح الكابرانات، مرة أخرى، أنفسهم ويؤكدون تورطهم في هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
وجدير بالذكر أن زيارة السفير الفرنسي بالرباط إلى مدينتي العيون والداخلة، والتي امتدت ما بين 11 و13 من نونبر الجاري، جاءت، بحسب بلاغ صحافي للسفارة الفرنسية بالمغرب، ترسيخا للاعتراف الفرنسي ومواكبة للموقف الجديد الذي عبر عنه الرئيس إيمانويل ماكرون، كأول خطوة عملية لتفعيل ما تم الاتفاق عليه مع الرباط، كما تؤكد التزام فرنسا بمغربية الصحراء، في خطوة تعكس عزم الطرفين على بناء شراكة استراتيجية قوية.