شكّل إعلان فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة دعمها الرسمي لسيادة المملكة على صحرائها، ضربة قاصمة لخصوم الوحدة الترابية.
وقُوبل الموقف الجديد والذي يُعد تحولاً كبيراً للدبلوماسية الفرنسية بغضب شديد من الجزائر التي سارعت إلى سحب سفيرها في باريس بـ”أثر فوري”.
واختار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مناسبة “عيد العرش” لإعلان موقف بلاده تجاه قضية الصحراء المغربية، في خطوة تحمل دلالات عديدة.
والأكيد أن هذا الاعتراف سيُمهّد الطريق لطي هذا النزاع الإقليمي الذي افتعلته الجزائر وتصر بكل الوسائل منذ ما يقارب نصف قرن على إطالة أمده.
وقال عبد الرحمان مكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية الخبير في الشؤون الاستراتيجية، إن الدبلوماسية الملكية الرزينة أعطت لقضية الصحراء المغربية مكاسب عديدة خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف مكاوي في تصريح لـ”مشاهد24″، أن إعلان فرنسا دعمها الرسمي لسيادة المملكة على صحرائها، وثبات الدعم الفرنسي للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل لهذا النزاع الإقليمي، سيفتح الباب أمام باقي الدول – خاصة الأوروبية منها – والتي تنظر إلى قضية الصحراء من النافذة الفرنسية، للاعتراف بمخطط الحكم الذاتي؛ باعتباره الحل الوحيد والأوحد للنزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وأشار المتحدث إلى التزام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتحرك في انسجام مع هذا الموقف الجديد على المستويين الوطني والدولي، وهو ما سيشكل ضربة قوية لبعض التيارات التي تتعاطف مع الطرح الانفصالي.
ويعتقد مكاوي، أن لهجة فرنسا في مجلس الأمن ستتغير إزاء قضية الصحراء المغربية، كما أنه من المؤكد أن باريس وبعد هذا الاعتراف ستسعى جاهدة لإخراج الملف من أروقة “اللجنة الرابعة”.
وبيّن الخبير الدولي، مكانة فرنسا وقوتها وعلاقاتها المتشعبة؛ وفي اعتقاده هذا الأمر سيخدم مصلحة القضية الوطنية كما سيدفع بهذا الحل (مقترح الحكم الذاتي) الوحيد والأوحد.
وشدد مكاوي على أن الموقف الفرنسي يأتي من معرفة فرنسا – المستعمر السابق – لتاريخ المنطقة.
وبالنسبة لأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون، فإن الرئيس الفرنسي فتح الباب بشكل غير مباشر أمام جنرالات الجزائر للانخراط في هذا الحل، والذي لخصه بجملة واحدة وهي أن “حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية”. لافتاً أن هذه الخطوة خلقت نوعا من الصراع داخل النظام العسكراتي الجزائري.
ورأى أن الصراخ الجزائري سيخفت مع مرور الأيام، لأن الواقعية الدبلوماسية تؤكد أن المغرب يسير في الطريق الصحيح.