فاقمت الزيارة، التي قام بها رئيس حكومة مدريد للرباط، أمس الأربعاء، حالة الشك والارتياب لدى النظام العسكري الجزائري بخصوص مستقبل علاقته المتأزمة مع إسبانيا، بسبب دعم الأخيرة لمبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل النزاع الإقليمي المفتعل حول فضية الصحراء المغربية.
زيارة سانشيز للرباط، جعلت النظام العسكري الجزائري يدخل في حالة من التوجس مخافة من أن يتحول التقارب المغربي الإسباني، إلى رافعة قد تضر بمصالح الكابرانات، ولاسيما في ما تعلق بهاجس قضية الصحراء المغربية الذي قض مضاجع جنرالات قصر المرادية، فضلا عن دعم المبادرة الملكية الخاصة بالواجهة الأطلسية، ومشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، وهي المحاور التي بات من الصعب اختراقها من قبل أعداء المملكة.
وسلط النظام العسكري كعادته أبواقه المأجورة في محاولة يائسة للتوشيش على زيارة سانشيز وما حملته من رسائل للطبقة السياسية ليس فقط في إسبانيا بل في أوروبا، حيث ادعت أنه “تزامنا مع عودة العلاقات بين البلدين.. إسبانيا تطعن الجزائر وتنحاز إلى المغرب”،
ويذكر أن سانشيز حل بالرباط، مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون لحكومة مدريد خوسي مانويل ألباريس، بعد أيام قليلة من تعليق زيارة رئيس الدبلوماسية الإسبانية للجزائر، قبل 12 ساعة فقط عن موعدها، ما كشف عن حالة الإرتباك التي يتحبط فيه النظام العسكري الحاكم في الجارة الشرقية، والذي دخل، منذ مدة، في حالة موت سريري.