تحل هذه الأيام، الذكرى الخمسون لاختطاف المهدي بنبركة في مدينة باريس، يوم 29 أكتوبر سنة 1965.
وعوض أن تكون هذه الذكرى سببا في جمع شمل كل المنتمين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حدث العكس، بدليل أن الذكرى سيتم الاحتفال بها في مكانين مختلفين وتاريخين منفصلين من طرف جهتين.
الحفل الأول سينظمه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية برئاسة الكاتب الأول ادريس لشكر، يوم الخميس 29 أكتوبر الجاري بقاعة سينما الملكي، بمدينة الرباط، تحت شعار المطالبة بالكشف عن الحقيقة الكاملة لاختطاف “عريس الشهداء” بنبركة بعد مرور 50 سنة على غيابه، باعتبار ذلك “أمرا ملحا”.
أما الحفل الثاني، فإنه يحمل شعار “لقاء للوفاء” ، وتحتضنه المكتبة الوطنية في العاصمة السياسية، مساء يوم الجمعة 30 أكتوبر، ويشهد تنظيم ندوة فكرية دولية حول موضوع “مكانة الشهيد المهدي بنبركة في التاريخ المعاصر”، بمساهمة مثقفين ومفكرين وأصدقاء الراحل، وذلك بمبادرة من السيد عبد الرحمان اليوسفي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي، والوزير الأول الأسبق لحكومة التناوب.
اليوسفي دعا لهذه الندوة مجموعة من الوجوه الفكرية والأسماء السياسية، وضمنها الأخضر الإبراهيمي السياسي الجزائري والمبعوث الأممي السابق إلى سوريا، والباحثين الأكاديميين محمد الطوزي وحسن أوريد ومحمد الساسي، إضافة إلى محمد الأشعري، وزير الثقافة السابق.
وفي تصريح سابق لموقع ” مشاهد24″، أكد طارق القباج، منسق المنسق الوطني لحزب البديل الديمقراطي، المنبثق عن تيار ” الوحدة والديمقراطية” للراحل أحمد الزايدي، حضوره أيضا في هذه الذكرى.
للمزيد:الاتحاد الاشتراكي يقرر التشطيب على أعضاء تيار الراحل الزايدي من لوائح الحزب
وفي محاولة من اليوسفي لإبعاد أي التباس قد تثيره الندوة، في خضم الخلافات التنظيمية لحزب الاتحاد الاشتراكي، نسب إلى أحد المقربين منه، تصريح مفاده أن المبادرة لاتكتسي أية خلفية سياسية، ولا تستهدف أية جهة، أو أي أحد، مشيرا إلى أن الغرض منها هو استحضار ذكرى بنبركة، مثل مبادرات اليوسفي السابقة، التي همت عقد مهرجانات خطابية في أربعينية الرئيس الجزائري الراحل أحمد بنبلة، والمفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري.
إقرأ أيضا:لجنة فرنسية جديدة تبحث عن الحقيقة في قضية بنبركة
إلى ذلك، فند بعض المقربين من اليوسفي أن تكون هذه الندوة مدخلا له للعودة إلى الساحة السياسية، وهو الذي استقال من العمل السياسي، احتجاجا على ما سماه بلاغ شهير لحزب ” الاتحاد الاشتراكي ” ب” الخروج عن المنهجية الديمقراطية”، بعد تعيين التقنوقراطي إدريس جطو وزيرا أول، عقب ظهور نتائج انتخابات 27 سبتمبر 2002.
بيت الحكمة يندد باستقبال الداعية العريفي بقاعة “المهدي بنبركة”
وبارتباط بموضوع الذكرى، ترددت مؤخرا أخبار حول اتصال عبد الرحمان اليوسفي، هاتفيا بالمؤرخ المعطي منجب، المُضرب عن الطعام، ليطلب منه وقف إضرابه عن الطعام لحضور ندوة المهدي بنبركة.