قال الدكتور تاج الدين الحسيني، الخبير في القانون الدولي بالرباط، إن موقف السويد تجاه قضية الصحراء، ” ليس بالشيء الجديد”، وبالتالي لم يفاجئه،لأنه معروف، منذ مدة، بعد أن “خضع هذا البلد لاختراق قوي من طرف الجزائر”، وامتد ليشمل المجتمع السياسي والمدني، هناك، لدرجة ” التعاطف” مع دعاة الانفصال.
وأوضح الحسيني في تصريح لموقع ” مشاهد24″، أن المغرب كان عليه أن يبادر إلى التحرك واتخاذ التدابير اللازمة، فور دعوة البرلمان السويدي لحكومة بلده سنة 2012 إلى الاعتراف بجبهة البوليساريو، ملمحا بين ثنايا كلماته إلى أن الرباط تأخرت في الرد.
ولاحظ المتحدث ذاته، أن الجزائر استغلت وجود وزير خارجيتها السيد رمطان العمامرة، في الأمم المتحدة، بنيويورك، لممارسة مزيد من المناورات، وخاصة بعد لقائه بوزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم، عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وكان من نتيجة هذا الاجتماع، يضيف الحسيني، الإلحاح على تفعيل قرارالبرلمان السويدي، الرامي إلى اعطاء صبغة شرعية لما يسمى ب” الجمهوية العربية الصحراوية”، علما بأن الجميع يدرك بأنها لاتتوفر على مقومات الدولة.
للمزيد:بنكيران يجتمع اليوم مع زعماء الأحزاب للتداول في أفاق قضية الصحراء المغربية
وعبر الحسيني عن خشيته من أن يكون لهذا “الاعتراف” تداعيات وامتدادات نحو برلمانات الدول الأخرى، مثل النرويج والدانمارك وغيرهما، “الأمر الذي قد يشكل خطورة على المغرب، الذي يحظى بامتياز الوضع المتقدم في الاتحاد الأوروبي”.
ودعا الحسيني إلى ضرورة استنفار كل الجهود لدى المغرب، من خلال ديبلوماسيته التقليدية، والديبلوماسية الموازية، للأحزاب وغيرها، لإحباط مناورات الجزائر ومن يدور في فلكها، لاسيما وأن الجارة تستعمل، الضغوطات ذات الطبيعة الاقتصادية.
الاتحاد الإفريقي يشن حملة ضد المغرب في أروقة الأمم المتحدة
وأبرز أن ” المعركة الآن مفتوحة”، حسب قوله، وتتطلب من المغرب، وضع استراتيجية وطنية، تدرس كل السيناريوهات، وكل الاختيارات، وتختبر مدى جدواها وفاعليتها، في الإقناع، لثني السويد عن موقفها الذي يتجه نحو الاعتراف ب” البوليساريو”.
إقرأ أيضا:“الاتحاد الإفريقي” والبحث عن دور يبرر وجوده!!