تونس.. من “التأسيسي” الصاخب إلى البرلمان الساكن

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان29 يوليو 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
تونس.. من “التأسيسي” الصاخب إلى البرلمان الساكن
تونس.. من “التأسيسي” الصاخب إلى البرلمان الساكن

مثّل انتخاب المجلس الوطني التأسيسي لحظة فارقة في تاريخ تونس، باعتباره فاتحة الدخول الى زمن الانتقال الديمقراطي، وتجسد التعددية السياسية في كتل برلمانية، تشارك في صياغة الدستور ووضع الأسس للجمهورية الثانية، وعلى الرغم مما كان يشهده المجلس من نقاشات حادة وحوارات ساخنة، فقد كان خير تعبير عن حيوية المشهد السياسي وتفاعل النواب المنتخبين مع مشاغل الشارع وحاجاته. وهو ما أحدث حينها متابعة واضحة من جمهور المواطنين، حيث كان البث المباشر لجلسات المجلس يحقق نسبة مشاهدة عالية، وتعليقات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنه، ومنذ انتخاب مجلس نواب الشعب، في أكتوبر/تشرين أول 2014، يمكن أن نلاحظ تراجعاً واضحاً في اهتمام الشارع بأشغال المجلس، وحالة من الفتور في نشاط النواب لصالح الحضور الإعلامي للوزراء وزعماء الأحزاب. ويمكن تفسير هذه الظاهرة بجملة من العوامل المؤثرة، لعل أهمها غياب شخصيات وازنة عن المجلس النيابي الحالي، ففي مقابل الحضور القوي لكتل برلمانية فاعلة في المجلس التأسيسي وتدخلات نيابية مثيرة لشخصيات سياسية رفيعة، من أمثال أحمد نجيب الشابي وعبد الرؤوف العيادي ومية الجريبي وأحمد إبراهيم والفاضل موسى ومصطفى بن جعفر، نلاحظ أن نسبة كبيرة من ممثلي الأحزاب في ظل المجلس النيابي الحالي يفتقرون إلى الكاريزما والثقافة السياسية الفعلية والتعبير عن مشاغل الشارع، فنواب "نداء تونس"، مثلاً، وهم يشكلون الكتلة الأكبر، يفتقرون إلى الفاعلية، ويبدو أن حضورهم يقتصر على تأييد ما تقترحه الحكومة من مشاريع قوانين، بل يكتفي بعضهم بطرح قضايا تكاد تكون هامشية، مثل حديث بعضهم عن مقابلة كرة قدم واتهام الحكم بالميل ضد الفريق الذي يشجعه السيد النائب (هكذا). كما أن أحد العوامل المؤثرة على أداء نواب المجلس، في صورته الحالية، هو حالة التوافق بين نواب أكبر كتلتين نيابيتين، ونعني بهما نواب حركة النهضة ونواب نداء تونس، بالإضافة إلى نواب بعض الأحزاب الصغيرة المتحالفة معهما.

المزيد: مجلس نواب الشعب التونسي يشرع في مناقشة قانون الإرهاب

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق