تلقيت دعوة كريمة على السحور في بيت السفير المغربي بالقاهرة الدكتور محمد سعد العلمي بصحبة نخبة من الصحفيين والإعلامين وقد شهدت «دردشة» في شتى صنوف الثقافة والسياسة إلا أن أبرز المناقشات كانت عن تجربة المغرب الديمقراطية وربما يمكن الآن تأكيد أن هذا البلد على رأس الدول القليلة التي أفلتت من الصراع العنيف الذي شهدته بلدان الربيع العربي وتعد الآن الأكثر استقرارا حتى صارت قبلة للكثيرين من راغبي الحياة الآمنة وأصبح السؤال من لا يحب المغرب؟..فمنذ 2011 وخطاب الملك محمد السادس الشهير في مارس من نفس العام عقب مظاهرات 20 فبراير .. بدأت مرحلة جديدة في تاريخ المغرب حيث خط الملك بدهاء شديد طريقا جديدا للحياة السياسية والاجتماعية، كما عزز المناخ السياسي والحقوقي، وهذا هو مربط الفرس، فقد فتح دستور 2011 آفاقاً كبيرة في ترصين هيكلة الدولة المغربية وتحصين انتقالها الديمقراطي.
وإذا كانت آثار زخم الإصلاحات التي فتحها الدستور الجديد بادية على عمل الحكومة، فقد تجلت كذلك في البرلمان كمؤسسة دستورية تشريعية ورقابية، حيث عرفت في ولايتها الحالية إنتاجاً تشريعياً يضاهي ما أنتجت هذه المؤسسة منذ الاستقلال، وضغطا رقابياً ضخماً للحكومة لم تعرفه من قبل، كما أن الجلسات الشهرية لمساءلة رئيس الحكومة كرَّست جواً صحياً شفافاً من التواصل بين الحكومة والبرلمان وبين الشعب. وقد أطلقت مجموعة من الإصلاحات والإجراءات على المستوى الاقتصادي؛ رفعت بشكل ملموس الثقة في مناخ الأعمال، وفى استقطاب رأس المال الأجنبي، وقد أجمعت مختلف التقارير الدولية بعودة العافية والتحسن للاقتصاد. لكن كيف استطاع هذا البلد المرور من ثقب إبرة؟ .. الإجابة الأسبوع المقبل إن شاء الله.
*كاتب صحفي/”الأهرام”