تونس: الثقافة في مواجهة الإرهاب

غزلان جنان
وجهات نظر
غزلان جنان6 أبريل 2015آخر تحديث : منذ 9 سنوات
تونس: الثقافة في مواجهة الإرهاب
تونس: الثقافة في مواجهة الإرهاب

بدا معرض الكتاب الذي نظم الأسبوع المنصرم في تونس بنكهة فريدة ميزته عن الدورات السابقة التي حضرتُ العديد منها خلال الثلاثين سنة الاخيرة . المعرض تم إطلاقه بعد أيام قليلة من الاعتداء الإجرامي الذي تعرض له متحف «باردو» الشاهد على تراث تونسي عريق ضارب في الجذور الفينيقية والرومانية والعربية الإسلامية. وقد رفع مثقفو تونس خلال المعرض شعار «لا يمكن للإرهاب أن يهزم تراث ثلاث آلاف سنة من الحضارة»، وحرصوا خلال احتفالية الكتاب الحافلة بالأنشطة الثقافية الغزيرة أن يوصلوا للعالم رسالة قوية مفادها أن تونس ترفض الخوف والأبواب المغلقة، ولا تزال بوسطها الفكري المتألق ومجتمعها المدني الحي حصناً منيعاً ضد التطرف والإرهاب. وحين كنتُ في تونس هذا الأسبوع، لاحظت أن فاجعة «باردو» كادت تختفي من واجهة المشهد العام حتى لو كانت الأنباء حول ملاحقة المتشددين في الحدود مع الجارتين الشمالية والجنوبية (الجزائر وليبيا) تحمل الجديد كل يوم. كانت الصحف والمنتديات التونسية مشغولة بالجدل الذي خلفته مواقف المفكر التونسي العجوز «محمد الطالبي» (94 سنة)، الذي أسس جمعية ثقافية باسم «جمعية المسلمين القرآنيين»، نظم لها عدة لقاءات نقاشية مثيرة، طرح فيها فتاوى فقهية جريئة، وأفكاراً استفزازية جديدة (مثل نفي تحريم الخمر والبغاء.. ). ومع أن «الطالبي» عرف من قبل مؤرخاً جاداً وباحثاً رصيناً بعيداً عن الأضواء، إلا أنه تحول في آخر عهد الرئيس السابق «بن علي» إلى معارض شرس للنظام، وبعد ثورة 2011 وقف بحدة ضد حركة «النهضة» مع أنه أصدر في الآن نفسه كتاباً نقدياً حاداً لمن سماهم « الانسلاخسلاميين» التونسيين، ويعني بهم الحداثيين العلمانيين الذين اتهمهم برفع شعار إصلاح الدين من أجل هدمه دون أن تكون لهم شجاعة الخروج علناً منه.

لمواصلة القراءة ، انقر هنا

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق