على خلفية التدفقات الكثيفة التي تشهدها الدول الأوروبية للاجئين السوريين، قام معهد “إيلاب” التابع لقناة “بي إف إم تي في” التلفزيونية الفرنسية باستطلاع للرأي، حيث كشف تقرير المعهد أن أكثر من نصف الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال بلادهم للمهاجرين السوريين.
وعلى ما يبدو، فإن الشارع الفرنسي معارض لفكرة استقبال بلاده لحصتها من المهاجرين، حيث أنه ورغم معاناة اللاجئين السوريين التي تعكسها عدسات الأخبار يوميا، إلا أن الفرنسيين يفضلون عدم استقبالهم بالأراضي الفرنسية.
وحسب معطيات استطلاع الرأي، فقد تبين أن 56 بالمائة من الفرنسيين يعارضون الفكرة، في وقت أبدى 44 بالمائة فقط تعاطفا ومساندة استقبال فرنسا للمهاجرين.
وليس المواطنون فقط من يبدي تحفظا على الفكرة، وإنما تعرف التيارات السياسية بالبلاد تباينا في المواقف، حيث عبر ناشطون يساريون بفرنسا عن دعمهم لفكرة استقبال اللاجئين بنسبة قدرت ب68 بالمائة، فيحين أن 38 فالمائة من نشطاء اليمين عارضوا ذلك، في وقت أكد مناصرو حزب “الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف عن معارضته المطلقة للفكرة بنسبة 91 بالمائة.
وفي الوقت الذي يعارض فيه الفرنسيون استقبال بلادهم لحصتها من المهاجرين، أكدت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها ديفيد كاميرون، اليوم الجمعة عن استعدادها لاستقبال المزيد من المهاجرين، في سعي منها إلى حل الأزمة الحالية.
وعلى ما يبدو أن صورة الرضيع السوري قد أثرت في الرأي العام البريطاني، حيث أكد كاميرون أنه ونظرا إلى المعاناة التي يمر منها اللاجئون، فإن بلاده على استعداد تام من أجل استقبال المزيد من المهاجرين السوريين، مشيرا على أن حكومته ستقوم بكل ما يلزم من أجل تأمين ملاذ للسوريين في انتظار أن تعمل بريطانيا بشراكة مع الدول الأخرى على حل الأزمة السورية.
إقرأ المزيد:صورة الطفل السوري تعكس معاناة شعب بكامله
هذا وتسلم مجلس النواب البريطاني عريضة تضم 250 ألف توقيع من أجل المطالبة باستقبال المزيد من المهاجرين، في وقت تطوع قرابة ألفي بريطاني لاستقبال السوريين في منازلهم الخاصة.