أزمة دبلوماسية متصاعدة.. الجزائر ترد على فرنسا بالمثل بعد رسالة ماكرون!

بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، تعليق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة، ردت الجزائر اليوم الخميس بالمثل، ما يؤكد أن العلاقات بين باريس والجزائر قد دخلت إلى نفق مظلم.

وأعلنت الجزائر، تعليق العمل باتفاق الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية وجوازات المهمة الفرنسيين، وذلك على خلفية الرسالة التي وجهها ماكرون إلى رئيس حكومته يعلمه فيها باتخاذ إجراءات حازمة ضد الجزائر.

وقالت الخارجية الجزائرية في بيان، إن “تعليق باريس لهذا الاتفاق أتاح للجزائر فرصة الإعلان، بكل بساطة ووضوح، عن نقض الاتفاق من جانبها. وبناء على المادة الثامنة من الاتفاق ذاته، ستقوم الجزائر بإبلاغ السلطات الفرنسية بهذا الإجراء في أقرب وقت ممكن عبر القنوات الدبلوماسية. كما أعلنت أن التأشيرات التي تُمنح لحاملي جوازات السفر الفرنسية، دبلوماسية أو لمهمة، ستخضع من الآن فصاعدًا لنفس الشروط التي تفرضها فرنسا على نظرائهم الجزائريين”.

وحاولت وزارة الشؤون الخارجية، تقديم الجزائر كضحية، في المقابل وجهت اتهامات إلى باريس.

وحيال ذلك، أكدت الخارجية الجزائرية، أن “فرنسا هي من انتهكت قوانينها الوطنية والتزاماتها بموجب ثلاث اتفاقات ثنائية: اتفاق 1968 المتعلق بحرية تنقل وإقامة وتشغيل الجزائريين وأسرهم بفرنسا، والاتفاق القنصلي لعام 1974، واتفاق 2013 بشأن الإعفاء من التأشيرة لحملة الجوازات الدبلوماسية وجوازات المهمة، إضافة إلى انتهاكها للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان لعام 1950”. على حد تعبيرها.

وكان الرئيس الفرنسي قد وجّه حكومته، أمس الأربعاء، للتحرك “بمزيد من الحزم والتصميم” تجاه الجزائر، مشيرا إلى “مصير” الكاتب بوعلام صنصال، والصحافي كريستوف غليز المسجونين في الجزائر، وطلب اتخاذ “قرارات إضافية” في هذا الصدد.

ومن بين التدابير التي وردت في رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة فرنسوا بايرو، طلب رئيس الدولة أن تعلق الحكومة “رسميا” تطبيق الاتفاقية المبرمة عام 2013 مع الجزائر “بشأن إعفاءات التأشيرة لجوازات السفر الرسمية والدبلوماسية”.

وقال ماكرون في رسالة إلى فرنسوا بايرو نشرتها صحيفة لوفيغارو، إنه “يجب على فرنسا أن تكون قوية وتحظى بالاحترام”. وأضاف في الرسالة الرسمية التي تشير إلى مرحلة جديدة في الأزمة الدبلوماسية الحادة بين البلدين، أن فرنسا “لا يمكنها الحصول على ذلك من شركائها إلا إذا أظهرت لهم الاحترام الذي تطلبه منهم. وتنطبق هذه القاعدة الأساسية على الجزائر أيضا”.

وتشهد العلاقات بين البلدين توترًا متزايدًا بسبب سلسلة من القضايا الخلافية. وتتركز الخلافات حول قضايا الهجرة، والتعاون القضائي، والملفات التاريخية، والمواقف السياسية المتباينة بشأن قضايا إقليمية.

اقرأ أيضا

بعد اتهام الجزائر بالخيانة.. عطاف يبرر التصويت على القرار الأمريكي بشأن غزة بمجلس الأمن!

بعد سيل من الانتقادات واتهام الجزائر بالخيانة من قبل الفصائل الفلسطينية، كشف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، عن الأسباب التي دفعت بلاده إلى التصويت لصالح مشروع القرار الأمريكي المتعلق بقطاع غزة.

نظام الكابرانات يرضخ.. رئيس الاستخبارات الفرنسية يكشف رغبة الجزائر في استئناف الحوار

فضح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، نيكولا ليرنر، وهم القوة الذي يدعيه النظام العسكري الجزائري؛ فبعد أزيد من سنة من قطيعة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، كشف المسؤول الفرنسي، اليوم الاثنين، عن تلقي باريس إشارات من الجزائر تفيد باستعدادها لاستئناف الحوار.

ماذا بعد اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2797 حول الصحراء المغربية؟

بعد تصويت مجلس الأمن الأخير، والذي رسخ مبادرة الحكم الذاتي كمرجعية أساسية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من المرتقب أن تُواجه الجزائر ضغوطا دولية لقبول الوضع الجديد، إذ سيُضعف القرار موقفها الداعم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية أمام المجتمع الدولي.