أثار استضافة الجزائر لقيادات وموالين لأكراد سوريا للمشاركة في “مؤتمر” نظمته جبهة “البوليساريو” الانفصالية أزمة بين الجزائر وأنقرة وتساؤلات في وسائل إعلام تركية.
ورفع النشطاء الأكراد علم “روجافا” الذي يرمز إلى الإدارة الذاتية الكردية في شمال سوريا. وتتخذ تركيا موقفاً مشدداً تجاه الأكراد وترفض إقامة دولة لهم أو حتى إدارة ذاتية الحكم في سوريا.
وحيال ذلك، أصدرت سفارة الجزائر في أنقرة بيانًا رسميًا ينفي الأخبار التي تم تداولها عبر وسائل الإعلام التركية والتي أكدت بالدليل القاطع وجود أعضاء من حزب العمال الكردستاني التركي (PKK) وتنظيم وحدات حماية الشعب (YPG) السوري في مخيمات تندوف الواقعة على الأراضي الجزائرية.
وحاولت السفارة التبرؤ مما حدث قائلة: “ردا على بعض الادعاءات التي تروج لها بعض وسائل الإعلام بشأن دعوة مزعومة للجزائر من قبل وفد كردي، أود أن أؤكد أن هذه الادعاءات خيالية وغير مبنية على أي أساس”.
وشدد سفير الجزائر في أنقرة على أن “العلاقات القوية والاستراتيجية التي تربط بلدي بتركيا لا يمكن أن تتعرض لأي لبس أو غموض غير ودي”. على حد تعبيره.
وجاءت خطوة الجزائر بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مما فتح الباب أمام التكهنات حول دلالاتها وأيضاً تداعياتها المحتملة على خط دمشق – أنقرة – الجزائر.
ويرتبط استقبال السلطات الجزائرية للانفصاليين الأكراد، أيضا، بالتقارب المُعلن بين الرباط ودمشق، حيث سبق لوزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية، أسعد الشيباني، أن أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في 30 دجنبر 2024.
واعتبرت تحليلات أخرى أن الجزائر حاولت من خلال هذه الخطوة الرد على التقارب بين تركيا والمجلس العسكري الحاكم في مالي الذي دخلت علاقاته مع الجزائر في نفق مظلم.