يحاول النظام الجزائري بقيادة عبد المجيد تبون، التغطية على الانتكاسة التي لحقته إثر الاعتراف الفرنسي الرسمي بمغربية الصحراء، ضمن صفحة شراكة وطيدة استثنائية بين الرباط وباريس.
النظام الغارق في أزمات داخلية وخارجية، والمغتاظ في المقابل من ازدهار المملكة وتبوئها مراتب الريادة عالميا، ما زال يتجرع مرارة التقارب المغربي الفرنسي الذي مكد له شر المكائد حتى لا يتحقق، لكن لسوء حظه تحقق وماض في التطور.
ما لا يهمني هو حقا يهمني حين أتحدث عنه، وعلى نفس المنوال فإن ما لا يزعجني يزعجني عندما يكون حاضرا في كل حركاتي وسكناتي.
هذا ما ينطبق على تبون الذي قال خلال اللقاء الدوري له مع أبواقه الإعلامية، أمس السبت، إن “فرنسا والمغرب يتفقان جيدا وهذا أمر لا يزعجنا”.
“لا يزعجنا”!! بل إنه يزعجنا أيما إزعاج.
التصريح يحمل بين ظهرانيه رسائل عميقة أهم بكثير من الرسالة السطحية التي تعمد تبون ترويجها لحفظ ماء وجهه بعد اللكمة الفرنسية بخصوص ملف الصحراء المغربية.
وأقوى هاته الرسائل، إقرار الجزائر بحقيقة قاسية على جنرالاتها وهي الاتفاق الحاصل بين المغرب وفرنسا اليوم أكثر من أي وقت مضى. اتفاق مبني على الوضوح والشفافية والدعم الكامل للعضو الدائم بمجلس الأمن للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، باعتبارها الإطار الذي يجب أن تتم من خلاله تسوية الملف.