بالنسبة لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، فإن باريس لم تقدم ما يكفي من الدعم لصالح أقليات الشرق الأوسط، خاصة المسيحيين والإيزيديين في العراق، والذين عانوا من اضطهاد تنظيم “داعش”.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن عائلات الأقليتين العراقيتين لم يتمكنوا من القدوم إلى فرنسا التي لم تمتثل لالتزاماتها في هذا الجانب، وهو ما دفع مجلس أساقفة فرنسا إلى التعبير عن قلقه بهذا الخصوص بعدما اتضح أن اللاجئين والمرحلين في إربيل بالعراق واجهوا في الحصول على تأشيرات للمجيء إلى فرنسا.
وطالب مجلس الأساقفة السلطات الفرنسية إلى تكثيف جهودها من أجل مساعدة الأقليات المستضعفة مثل الإيزيديين والمسيحيين.
إقرأ أيضا: اغتصاب باسم الدين..شهادات صادمة لأسيرات داعش
وعبر مجلس أساقفة فرنسا عن تضامنها مع “العائلات المكلومة والأطفال الذين حرموا من الدراسة” وخاصة مع “المسيحيين المطرودين من الموصل ومن نينوى في العراق”، مشيرا في الوقت نفسه إلى قرب تنظيم رحلة يقوم بها الأب بونتيي، رئيس مؤتمر الأساقفة من أجل “التعبير عمليا عن دعم الكنيسة الفرنسية لأشقائنا في المشرق”.
وأوضحت صحيفة “لوفيغارو” في الوقت الذي تم فيه استقبال 3250 عراقيا بفرنسا من مختلف الأقليات الدينية منذ سبتمبر 2014، شهدت حركة قدوم هؤلاء اللاجئين في الأشهر الأخيرة تراجعا، حيث تشير الأرقام إلى أنه ما بين يناير 2015 ويناير 2016 تراجع عدد التأشيرات الممنوحة من طرف فرنسا من 300 إلى 84، ما يعني انخفاضا بنسبة 72%، بالرغم من تزايد الطلب على اللجوء من الجانب العراقي.
وتحسرت الفدرالية البروتستانتية للمساعدة في فرنسا على كون المئات من طلبات التأشيرة من قبل العراقيين تنتظر البث فيها، وهو ما اعتبرته وضعا مؤسفا، خصوصا ومئات المساكن تنتظرهم، والتي تم تخصيصها لهم من قبل بعض الأفراد الذي قام بعضهم بكراء شقق من أجل اقتراحها على لاجئين للسكن فيها.
يذكر أن الخطر الإرهابي طال أقليات الشرق الأوسط التي شكلت جزءا من النسيج المجتمعي للمنطقة طيلة قرون طويلة، قبل أن يدفع بروز الجماعات المتطرفة العديد منهم إلى السعي إلى مغادرة العراق وسوريا خوفا على حياتهم من بطش تنظيمات لم يسلم من أذاها معتنقو مختلف المذاهب والطوائف في العالم العربي.