تناولت صحيفة “إندبندنت” البريطانية خبر اعتقال صلاح عبد السلام، والتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل بخصوص “نجاح سلطات بلاده في معركتها ضد الإرهاب”، مشيرة إلى أن هذا النوع من التفاخر بالإنجازات هو الذي ساهم في بروز “الإرهاب الإسلامي” .
وقالت الصحيفة البريطانية أن المسؤولين الغربيين اعتادوا التفاخر بإنجازاتهم فيما يتعلق بمسألة الإرهاب، دون أن يخوضوا في أبعاد المشكل والأسباب الحقيقية التي تدفع مئات الشباب للوقوع في دوامة “التطرف العنيف”.
ووجهت كاتبة المقال ياسمين براون، تحذيرات جدية إلى المسؤولين الغربيين بخصوص تنامي ظاهرة الإرهاب في العالم، مشيرة إلى أن أوروبا قد تخسر معركتها ضد التطرف بسبب تساهل قادتها مع منابعه وعوامله الرئيسية.
وأضافت الكاتبة قائلة ” إن عدم خوض القادة والمسؤولين الأوروبيين في أصل التطرف ومنابعه، إضافة إلى تساهلهم مع رعاة الإرهاب وعملهم على توليد مشاعر العداوة لدى الأجيال الجديدة من المسلمين سيسهم لا محال في خسارة أوروبا لحربها ضد الإرهاب”.
ووجهت براون انتقادات لاذعة إلى الحكومات الأوروبية التي، وحسب الكاتبة، تقف عاجزة عن التفكير في المشكل بطريقة شمولية وتعمل على تقويض القيم الديمقراطية لمواجهة التطرف، بحيث تكتفي بالتعامل مع المسألة وقت حدوثها، ما يبقى على أصل المشكل ويهدد حياة ملايين الناس.
وأشارت الكاتبة البريطانية إلى أن مسألة التعصب والتطرف ليست وليدة اليوم، وإنما نتاج لمواقف السياسيين الأوروبيين على مر العقود، والتي مهدت الظروف لنشأة هذا النوع من الأفكار الشاذة، محذرة من ردود الفعل الرسمية المتتالية بشأن تدفقات طالبي اللجوء على دول الاتحاد والتي ستزيد من حالة الاحتقان والغضب المعادي للغرب، حسب رأيها.
واسترسلت براون قائلة “لم تقر القوات الغربية إلى يومنا هذا بالفوضى السياسية والأمنية التي خلفها تدخلها عسكريا في كل من سوريا والعراق وليبيا” مضيفة “لقد تركوا غضبا شديدا في نفوس ساكنة هذه الدول”
وقالت الكاتبة أن الغارات الجوية والعقوبات التي نفذتها القوات الغربية في العراق، تسببت في قتل عدد كبير من المدنيين، ربما أكثر مما فعل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
واختتمت براون مقالها مشددة على ضرورة تحلي النخبة السياسية بالمزيد من الذكاء والمصداقية والأخلاق في تعاطيها مع مسألة الإرهاب، مشيرة إلى أن “النزعة العسكرية المتهورة” كما وصفتها والخطاب العنصري والقوانين القمعية التي يستخدمها الغرب لن تنجح في القضاء على “الإرهاب الإسلامي”.
إقرأ أيضا:تونس وداعش..الجميلة والوحش