اشتمت صحيفة Libération الفرنسية رائحة “الاحتقار” في تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما التي دعت الأوروبيين إلى تعامل أفضل مع اللاجئين الذين لم تستقبل منهم الولايات المتحدة سوى القليل.
الصحيفة ساءلت الرئيس الأمريكي كيف كان سيكون رد بلاده لو تقاطر عليها مليون أو مليوني لاجئ، أغلبهم مسلمون، في الوقت الذي تتقاسم فيه الولايات المتحدة نفس “الهوس الهوياتي” مع أوروبا، ناهيك عن كون واشنطن، بطريقة أو بأخرى، تسببت في الأزمة الحالية كما يبرز ذلك دورها في سوريا وأفغانستان.
فمنذ الانسحاب شبه الكلي للقوات الغربية من أفغانستان عام 2014، غاب البلد كلية عن الخطاب الرسمي أو المبادرات الأمريكية والغربية، في الوقت الذي تميزت فيه الولاية الثانية بانسحاب أمريكي متسرع ترك الحكومة الأفغانية غير قادرة على تدبير المرحلة الانتقالية، وهو ما سمح لحركة “طالبان” بوضع يدها على ما بين ثلث ونصف الأراضي، كما أنها تحولت مع ذلك إلى خط الدفاع الأساسي ضد تمدد تنظيم “داعش” هناك.
هذا الوضع دفع مئات الآلاف من الأفغان إلى الهجرة خارج البلاد طمعا في الوصول إلى أوروبا، ما يضع السياسة الأمريكية محل مساءلة.
نفس المساءلة تنطبق على الحالة السورية، حيث اتسمت السياسة الأمريكية بعدم الاتساق، حيث كان هناك بون شاسع بين حديث إدارة أوباما عن عدم شرعية الأسد في حين لم تم تقدم فيه أي دعم ملحوظ للجناح المعتدل في المعارضة السورية المسلحة.
هكذا، عندما نجحت هذه الأخيرة في القضاء تقريبا على تنظيم “داعش” في يناير 2014 في سوريا، لم تتوصل بأي دعم يسمح لها بتعزيز مواقعها.
من جانب آخر، فإن فرار أزيد من 5 مليون لاجئ خارج البلاد، توزعوا على تركيا (3 مليون) ولبنان (مليون) وأوروبا (2 مليون)، كان يمكن تفاديه حسب الصحيفة الفرنسية من خلال إقامة منطقة جوية عازلة شمال البلاد، كما كان الشأن في العراق عام 1991، تسمح بتجمع النازحين واستقبال المساعدات الإنسانية المقدمة لهم، بيد أن أوباما رفض المقترح.
رفض المقترح كان يعني منطقيا تدفق أعداد من المهاجرين نحو أوروبا، وهو معطى أهملته واشنطن لأنها في آخر المطاف لن تضرر.
إقرأ أيضا: دي ميستورا يستغيث بأمريكا وروسيا لإنعاش الهدنة في سوريا