أعربت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ونظام الأسد عن رفضهم التام لإقامة كيان فدرالي كردي شمال البلاد، وذلك على خلفية عقد عدة أحزاب كردية مؤتمرا أمس الأربعاء في محافظة “الحسكة”، من أجل الإعلان عن الكيان الجديد.
وفي بيان لوزارة خارجيتها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تعترف بأي كيان شبه مستقل أو حكم ذاتي على الأراضي السورية، وهو المقترح الذي طرحته روسيا قبل أيام كحل سياسي محتمل قد يساعد على حل الأزمة السورية.
وكان المبعوث الأممي في سوريا ستفان دي ميستورا قد تحدث قبل أيام عن احتمال طرح مسألة تقسيم سوريا للمناقشة باعتبارها إحدى ابرز المقترحات الحالية لإنهاء الحرب الأهلية التي تعرفها الأخيرة منذ خمس سنوات.
ومن جانبها، عبرت السلطات التركية عن رفضها التام لمساعي أكراد سوريا إقامة كيان فدرالي لهم شمال البلاد، معتبرة أن هذه الخطوة تهدف بالأساس إلى المساس بوحدة سوريا وتماسكها.
وفي تصريحات له، أكد مسؤول بالخارجية التركية أن بلاده ترفض إقامة منطقة فدرالية تابعة للأكراد شمال سوريا، مشيرا إلى أن مسألة “وحدة سوريا وسلامة أراضيها من الأمور الجوهرية بالنسبة لتركيا، وأي شيء عدا ذلك سيكون مجرد قرارات أحادية وغير شرعية”.
وفي نفس السياق، عارض النظام السوري هو الآخر، إقامة كيان فدرالي كردي شمال البلاد، حيث قال رئيس وفد النظام السوري المشارك في مباحثاث السلام بجنيف، بشار الجعفري أن الأسس التي تنبني عليها المفاوضات السورية تمنع سيناريوهات مماثلة.
وأوضح الجعفري قائلا “إن الهدف الرئيسي لمباحثات السلام السورية في جنيف هو إيجاد حلول للحفاظ على الوحدة الوطنية للبلاد وسيادة أراضيها، وليس دون ذلك”.
هذا ويشرف أكراد سوريا على إدارة ما يصفونها بـ “الإدارة الذاتية” التي تضم ثلاث مقاطعات رئيسية وهي مقاطعة “عفرين” و”عين العرب” و”الحسكة” التي تم عقد بها مؤتمر أمس الأربعاء للإعلان عن قيام كيان فدرالي كردي.
ولعل رفض تركيا قيام كيان فدرالي كردي في سوريا لم يأتي من فراغ، حيث أن الإعلان عن هذا الأخير من شأنه أن يضيق الخناق على أنقرة بسبب احتمال توجه الأقلية الكردية بتركيا إلى المطالبة بالانفصال.
هذا وجاء اعتزام أكراد سوريا الإعلان عن كيان فدرالي متزامنا ومحادثات السلام السورية في جنيف، والتي تسعى من خلالها الحكومة والمعارضة إلى إيجاد حل سياسي لإنهاء النزاع المسلح في البلاد.
إقرأ أيضا: هل تتجه القوى الغربية نحو تقسيم سوريا