أحمد أويحيى وعمار سعداني، زعيما حزب "التجمع الوطني الديمقراطي'' و'جبهة التحرير الوطني"

رسائل مشفرة بين سعداني وأويحيى تنذر بخلافات بين مؤيدي بوتفليقة

أثار رفض عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بالجزائر، لدعوة الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، بتشكيل تحالف جديد لدعم الرئيس بوتفليقة تساؤلا لدى العديد من المراقبين للشأن الجزائري.
سعداني، الذي اعتبر أن ما يدعو إليه أويحيى سابق لأوانه، أعلن بدوره تشكيل تحالف موسع مع أحزاب وجمعيات قدمت دعمها للرئيس المنهك بالمرض وتقدم السن خلال ترشحه العام المنصرم لولاية رئاسية رابعة.
البعض رأى في ما حصل مؤشرا على كون بوتفليقة أصبح غير قادر على توحيد صفوف مؤيديه، وأن الرجلين اللذين يوجدان على رأس أكبر حزبين مواليين للسلطة بالجزائر، أو على الأقل جزء منها، أي سعداني وأويحيى، غير مستعدين حاليا للعمل سويا ولو تعلق الأمر بدعم برنامج الرئيس. برنامج يتبنيانه ويدافعان عنه أمام العموم.
جانب من الإعلام الجزائري يؤكد أن أويحيى وسعداني، بعد خروجهما منتصرين من الجدل المصاحب لتزكيتهما على رأس التجمع الوطني وجبهة التحرير، تبادلا رسائل مشفرة.
من بين تلك الرسائل ما عبره عن أويحيى بخصوص تزكية بوتفليقة كرئيس لحزب جبهة التحرير، حيث أكد الوزير الأول السابق أن ذلك راجع إلى رغبة الحزب وليس بوتفليقة الذي سبق وأن أكد أن صلاحياته الدستورية لا تسمح له بأن يجمع بين منصبين من هذا القبيل.
رد سعداني لم يتأخر حينما اختار أن يحشر حلفائه في التجمع في الزاوية حينما أجاب على دعوة أويحيى للتحالف بقوله إن “التحالف بالمفهوم السياسي يكون حول تشكيل حكومة أو عن قضايا في البرلمان أو بخصوص القوانين والدستور.. ما يطالب به أويحيى لم يأت وقته بعد”.

اقرأ أيضا

الجزائر

السياسة الخارجية الجزائرية.. أزمة المحددات والأشخاص

بنت الجزائر عقيدة وثوابت سياستها الخارجية انطلاقا من مخرجات التفاوض الذي خاضته الحركة الوطنية الجزائرية مع المستعمر الفرنسي، مكرسة شعارات سياسية محددة للسياسية الخارجية أكثر منها ثوابت مبنية على نظريات مؤسسة لعلم العلاقات الدولية، مما حول هذه الشعارات إلى نصوص جامدة غير متغيرة في عالم يطبعه التغير والتحول بشكل دائم ومتعدد، أفضت إلى ما أفضت إليه ما بعد انهيار جدار برلين من فقدان البوصلة والرؤية المؤسسة للبعد الاستراتيجي في القرار الخارجي الجزائري.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *