ستجد السلطة في الجزائر نفسها في مواجهة نفسها خلال الانتخابات التشريعية المقبلة حسب ما أكده زعيم حزب “جيل جديد” سفيان جيلالي.
واعتبر جيلالي في حوار مع صحيفة “الخبر” الجزائرية أن السلطة في الجزائر قامت بإلغاء المعارضة ” تماما من المشهد عبر القوانين الجائرة”، في إشارة إلى قوانين العتبة الانتخابية الرامية إلى إقصاء الأحزاب التي لم تحصل على نسبة 4 بالمئة في الانتخابات السابقة.
وأمام هذا الوضع، توقع زعيم حزب “جيل جديد” أن يجد الحزبان الكبيران المواليان للسلطة، “جبهة التحرير الوطني” (الأفالان) و”التجمع الوطني الديمقراطي” نفسيهما في مواجهة بعضهما البعض خاصة وأنهما يعلمان أن حصة “الموالاة” لن تقل عن 90 بالمئة من نسبة المقاعد بالبرلمان.
ويرى سفيان جيلالي أن الانتخابات التشريعية المقبلة ستدور في سياق رهانه الأكبر هو مسألة خلافة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، معتبرا أن الانتخابات القادمة ما هي إلا “محطة تقنية ليحضر فيها كل طرف نفسه استعدادا” لما أسماه “المعركة الأخيرة”.
وأضاف زعيم الحزب المعارض أن المجتمع والمعارضة في الجزائر يدركان أن الانتخابات المقبلة ستكون كسابقاتها في ظل حكم السلطة الحالية، وبالتالي فإنه لا أمل فيها من أجل الوصول إلى حلول “للأزمات الضاغطة على حاضر ومستقبل الجزائر”.
وخلص السياسي الجزائري إلى أن ارتباط الانتخابات التشريعية بمسألة خلافة الرئيس بوتفليقة راجع لكون أجنحة النظام تتصارع من أجل التموقع وبالتالي فرض رؤيتها في ما يخص اختيار رئيس البلاد المقبل.
من جانب آخر، يعتقد زعيم “جيل جديد” أن “الأفالان” و”الأرندي” ما هما إلا جهازان فقط، وأن قوتهما الحالية لا تعكس تجذرا في المجتمع لأنا أيا من الحزبين ليس لديه “قاعدة نضالية” أو “مشروع مجتمع”.
وأضاف سفيان جيلالي أن غياب بوتفليقة عن المشهد، وهو الذي كان يتحكم في كل شيء، قاد إلى تعدد مراكز القوى داخل النظام الجزائري ، حيث “أصبح كل واحد يتحكم في الجهاز الذي يشرف عليه. الحكومة يقودها سلال، الرئاسة يقودها محيط الرئيس، الجيش يقوده قائد الجيش”، مشيرا إلى الدولة غاب عنها القرار الموحد ولم تعد مركزية.
جيلالي يرى بأن حقيقة الأوضاع في هرم السلطة ضبابية وأن النظام يعمل على ترسيخ هذه الصورة المبهمة، لكن الأكيد أن هناك فراغا على مستوى الرئاسة في حين أن “هناك سلطات متعددة برؤوس مختلفة في الجيش والمخابرات والرئاسة وفي صفوف رجال الأعمال”.
طبيعة التحالفات بين هذه الأقطاب ليس واضحة حسب زعيم “جديد”، الذي يرى مع ذلك أنها “متغيرة وليست ثابتة، وهي تخضع لمنطق المصلحة، وترقب الأكثر قوة من أجل الاصطفاف معه”.