لا تزال قضية عودة وزير الطاقة الجزائري السابق، شكيب خليل وجولة “التبرك” بالزوايا التي يقوم بها عبر مختلف الولايات، تلقي بظلالها على المشهد السياسي في البلاد، فبعد الانتقادات التي وجهت إلى هذا الأخير بمحاولة تلميع صورته أمام الرأي العام، خرج عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية ليؤكد أنها “تكريس للفساد الذي عم جزائر”.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفالات بذكرى مجازر الثامن من ماي 45، أكد جاب الله أن الزيارات المتتالية التي يقوم بها شكيب خليل إلى الزوايا، محاولة جديدة لتكريس الفساد الذي تعرفه الجزائر منذ سنوات، مؤكدا أن وزير الطاقة السابق المتهم في قضية “سوناطراك” الشهيرة يسعى إلى تبييض صورته تحضيرا للمرحلة المقبلة.
وفي نفس السياق، وجه زعيم جبهة العدالة والتنمية أصابع الاتهام إلى النظام الجزائري بـ “بخيانة رسالة الشهداء وبيان أول نوفمبر”، ومحملا إياه مسؤولية الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعرفه البلاد.
وقال جاب الله أن النظام حرص على تكريس مظاهر الفساد في جل المجالات، كما وواظب على نهب المال العام مستشهدا بصرف الحكومة لأزيد من 90 مليار دولار من أجل مشاريع وصفها بـ “الفاشلة” لشراء السلم الاجتماعي، مشيرا إلى أنه كان الأجدر بالسلطة استثمار هذا المبلغ الضخم في إنشاء مؤسسات اقتصادية تعود بالنفع على البلاد.
وفي إطار مواز، طالبت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، بضرورة التحرك في قضية وزير الطاقة السابق، مؤكدة أن الأخير اعترف في تصريح له بـ “ممارسة التهرب الضريبي”، وهي جريمة يعاقب عليها الدستور الجديد.
واتهمت المرأة الأولى فب حزب العمال شكيب خليل بـ “استغلال الدين لأغراض سياسية”، في إشارة إلى الزيارات المتتالية التي يقوم بها خليل لزوايا الجزائر، مضيفة أن تحركات هذا الأخير من شانها أن تخلق أزمة وانشقاقات جديدة داخل الزوايا التي تحولت إلى منابر سياسية، ما قد يكرر سيناريو العشرية السوداء التي عاشتها البلاد، حسب قولها.
هذا وأثارت عودة وزير الطاقة السابق إلى الجزائر جدلا كبيرا في الآونة الأخيرة، خاصة مع الإجراءات التمهيدية التي قام بها النظام في محاولة لتعبيد الطريق أمام عودة الوزير الهارب إلى الولايات المتحدة، والمتهم في قضايا فساد مالي وتلقي رشاوي مرتبطة بملف “سوناطراك”.