بنما
شكيب خليل وسط الصورة رفقة زوجته التي ورد اسمها في قضية "وثائق بنما ".

رجل شكيب خليل تغرق مجددا في وحل الفساد المالي مع أوراق بنما

بعد أن كشفت الفضيحة الدولية التي باتت تعرف بـ “وثائق بنما” عن تورط عدد من الشخصيات البارزة في الساحة السياسية الجزائرية، على رأسها وزير الصناعة والمناجم الجزائري عبد السلام بوشوارب، أظهرت معطيات جديدة تورط وزير الطاقة السابق شكيب خليل في الفضيحة.

وفي الوقت الذي يحاول فيه الوزير العائد مؤخرا إلى البلاد، تلميع صورته أمام الرأي العام، عبر “جولات التبرك” في مختلف زوايا البلاد، في إطار الاستعداد لخوض غمار المنافسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة حسب ما ذهبت إليه بعض التحليلا، أظهرت وثائق جديدة تورط زوجة الأخير في فضائح مالية جديدة مرتبطة بأوراق بنما.

وأزال فريق الصحافيين الاستقصائيين المشرف على ملف “وثائق بنما” في الجزائر النقاب عن تورط زوجة شكيب خليل وقريبة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، نجاة عرفات، في فضائح مالية جديدة خلال فترة إشرافه على قطاع الطاقة وشركة “سوناطراك” النفطية التابعة للحكومة.

وحسب المعطيات التي جرى الكشف عنها، امتلكت زوجة شكيب خليل شركتي “أوفشور” في بنما، وذلك خلال الفترة التي كان فيها على رأس وزارة الطاقة، إضافة إلى بيعها إحدى الشركتين لشخص يدعى عمر حبور، الذي ورد اسمه في فضيحة “سوناطراك 1 و2″، وهو أحد أقارب وزير الطاقة السابق.

وأكدت الوثائق المسربة أن ذكر اسم زوجة شكيب خليل جاء ضمن قائمة تضمنت 22 شخصية طبيعية ومعنوية تحمل الجنسية الجزائرية، كان على رأسها البنك الوطني الجزائري ونجل الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد ونجل وزير الداخلية السابق وقائد نور الدين يزيد زرهوني.

ولعل المعطيات الجديدة التي أظهرها التحقيق العابر للحدود، والتي كشفت عن تورط زوجة شكيب خليل الذي عاد مؤخرا إلى الجزائر من الولايات المتحدة الأمريكية، التي فر إليها عقب إدراج اسمه ضمن قائمة المتورطين في قضية الفساد المالي وتلقي رشاوى مرتبطة بملف “سوناطراك” الشهير، من شأنها أن تقطع الطريق أمام هذا الأخير نحو قصر المرادية.

حملة إعادة التأهيل السياسي والأخلاقي لوزير الطاقة السابق وتلميع صورته الملطخة بسبب دوره في قضية “فساد سوناطراك”، ستصطدم بالمعطيات التي جرى الكشف عنها، والتي من شأنها أن تعيد رفيق بوتفليقة وعائلته إلى دائرة الاتهام التي حاول محيط الرئاسة “إخراجه كالشعرة من العجين”.

هذا وخلفت الزيارات المكوكية التي يقوم بها شكيب خليل لزوايا البلاد، استياء عدد من الناشطين السياسيين، الذين أكدوا أنها مجرد محاولة جديدة لتلميع صورة الرجل الذي غرق في وحل “فساد سوناطراك”، ومواصلة سياسة “تعبيد الطريق” أمامه لقصر المرادية.

ووجهت أحزاب المعارضة بدورها انتقادات لاذعة إلى حملة تلميع صورة خليل، حيث اعتبرت أن فتح أبواب الزوايا في وجه الرجل سعي صريح لمنحه الشرعية الدينية، واصفين الأمر بـ “السلوك السياسي الشاذ” الذي يقحم الدين في السياسة.

وكان كل من الناشطين سمير بلعربي ورشيد نكاز قد أطلقا حملة للوقوف في وجه شكيب خليل وزياراته المتكررة إلى الزوايا، حيث سعيا إلى إجهاض زيارة هذا الأخير لزاويتين بمدينتي عين دفلى وعنابة.

ووجه بلعربي انتقادات واتهامات إلى وزير الطاقة السابق وسط أنصاره مخاطبا إياه “مكانك في العدالة وليس في دور تعليم القرآن..أنت تدنسها بفضائحك، والجدير بك أن تحاول البحث عن براءتك في المحكمة وليس في الزوايا”.

إلى ذلك، أظهر تقرير نشره موقع “ألجيري باتريوتيك” الإخباري المملوك لعائلة وزير الدفاع السابق خالد نزار، أن وزير الطاقة السابق أفراد عائلته بمن فيهم عمر حبور، يمتلكون عددا من الحسابات البنكية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تحتوي على ملايين الدولارات.

وأوضح الموقع الإخباري أن المدعو حبور يمتلك ترخيصا يسمح له بإيداع أموال في حساب زوجة خليل، في الولايات المتحدة، حيث كشف عن مجموعة من أرقام الحسابات والمبالغ المالية بالإضافة إلى بنوك في الولايات المتحدة التي تعود لأسرة شكيب خليل.

هذا وازدادت وثيرة الصراع بين محيط الرئاسة الداعم لوزير الطاقة السابق، وخصوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الفترة الأخيرة، التي يشهد فيها قصر المرادية “صفقة سياسية” تحبك في الكواليس لفرش البساط أمام خليفة

اقرأ أيضا

الزوايا

شكيب خليل وبركة الزوايا..تبييض لصفحة الفساد أم تحضير لرئاسة الجزائر؟

ما الذي دفع وزير الطاقة الجزائري السابق، شكيب خليل، العائد إلى الجزائر رغم ورود اسمه في فضيحة الفساد "سوناطراك 2" يطوف البلاد جريا وراء بركة الزوايا.

الجزائر

الجزائر: ممارسة السياسة بأقنعة الزوايا الدينية

لا تزال قضية وزير الطاقة والمناجم الجزائري الأسبق شكيب خليل، الذي عاد إلى الجزائر من الولايات المتحدة في 20 مارس الماضي بعد أن أقام فيها منذ 2013، تتفاعل.

بوتفليقة

جزائر بوتفليقة .. إلى أين؟

الجزائر في عهد بوتفليقة أكثر خطورة من سؤال بوضياف، على الرغم من أن الأخير كان في ظروفٍ تاريخيةٍ شديدة التعقيد، حيث الانقلاب العسكري على الديمقراطية.