خليل
وزير الطاقة الجزائري السابق شكيب خليل

لماذا استعادت “المافيا” الحاكمة في الجزائر شكيب خليل؟

شكلت عودة شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري السابق والذي ارتبط اسمه بفضيحة الفساد “سوناطراك2“، الحدث في الجزائر خلال الأيام الماضية.

بالنسبة للبعض، لم يكن الأمر مفاجئا بالرغم من حساسية الملف الذي كان يتابع بموجبه شكيب خليل الذي فر إلى الولايات المتحدة هو وعائلته لتفادي المتابعة القانونية.

الكاتب الصحفي محمد بن شيكو، كتب في العمود الذي ينشره بموقع TSA، أن استعادة الطغمة الحاكمة لوزير الطاقة السابق كان من بين أهدافه تجنيبه قيام الولايات المتحدة بترحيله إلى إيطاليا.

كان لزاما على الماسكين بزمام الأمور في الجزائر الحيلولة دون أن تتسلم العدالة الإيطالية شكيب خليل، لأن هذا الأخير إن تكلم واعترف قد يكشف عن أسرار قد توصل إلى هرم السلطة في البلاد.

إقرأ أيضا: هل الجيش التونسي مؤهل لمواجهة الإرهاب؟
وأضاف بن شيكو أن شكيب خليل اشتغل لمدة 12 سنة لصالح المافيا السياسية الحاكمة التي عملت طيلة هذه المدة على التغطية على أعمال السرقة التي كان يقوم بها.

المافيا الحاكمة، التي يطلق عليها الكاتب “كوزا نوسترا” الجزائرية، في إشارة إلى المافيا الإيطالية الشهيرة التي تحمل نفس الإسم، عملت في البداية على تسهيل خروج شكيب خليل وعائلته خارج الجزائر في 2013، وانتظرت حتى يتم إفراغ حالة الغضب التي رافقت الكشف عن عمليات الفساد التي تمت داخل شركة “سوناطراك” من محتواها، في الوقت الذي عملت فيها على تصفية المؤسسات المعارضة له وتعويضها بأخرى موالية.

في 2016، تحول الهاجس إلى جعل شكيب خليل يفلت من يد العدالة الإيطالية مخافة ترحيله من قبل الأمريكيين. وبما أن الجزائر لا ترحل مواطنيها، خصوصا إذا كانوا جزءا من العصابة الحاكمة، فقد كان خيار عودته إلى الجزائر هو الأسلم.

وتأتي هذه العودة في أعقاب قرار المحكمة العليا الإيطالية إلغاء حكم الإفراج عن باولو سكاروني، المدير العام لشركة “إيني” الإيطالية، في 24 فبراير الماضي.

يذكر أن فضيحة الفساد “سوناطراك2” كما تسمى في الجزائر، تتشابك خيوطها حيث يتهم فيها شكيب خليل ومسؤولون جزائريون بتلقي رشاوي بقيمة 198 مليون يورو، والتي يتهم أيضا بالتورط فيها مسؤولو شركة “سايبام” التابعة لمجموعة “إيني” الإيطالية مقابل الحصول على صفقات بقيمة 8 مليار دولار ما بين 2007 و2009.

وكان ملف فضيحة “سوناطراك2” قد تم تحريكه من قبل المخابرات الجزائرية “الدياراس” التي تم حلها مؤخرا في أعقاب تنحية رئيسها الفريق “توفيق” بعد صراع مع محيط الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والذي تؤكد بعض المصادر أنه رأى في محاولة الإطاحة بصديقه شكيب خليل محاولة للنيل منه هو شخصيا.

هذا ما يجعل ربما لفظ “المافيا” الذي اختاره محمد بن شيكو للحديث عن جماعة الرئيس التي دبرت جيدا عودة أحد أوفيائها إلى الجزائر بعد أن تم إزالة العوائق من أمامه، بليغا في قضية تجتمع فيها كل عناصر الفساد المالي واستغلال السلطة والصراع بين دوائر الحكم وتبديد المال العام وتوقيف عجلة العدالة وإبرام صفقات مشبوهة وغير شرعية بين نافذين كبار في الجزائر وإيطاليا.

اقرأ أيضا

بعد اتهام الجزائر بالخيانة.. عطاف يبرر التصويت على القرار الأمريكي بشأن غزة بمجلس الأمن!

بعد سيل من الانتقادات واتهام الجزائر بالخيانة من قبل الفصائل الفلسطينية، كشف وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، عن الأسباب التي دفعت بلاده إلى التصويت لصالح مشروع القرار الأمريكي المتعلق بقطاع غزة.

نظام الكابرانات يرضخ.. رئيس الاستخبارات الفرنسية يكشف رغبة الجزائر في استئناف الحوار

فضح رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، نيكولا ليرنر، وهم القوة الذي يدعيه النظام العسكري الجزائري؛ فبعد أزيد من سنة من قطيعة سياسية ودبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، كشف المسؤول الفرنسي، اليوم الاثنين، عن تلقي باريس إشارات من الجزائر تفيد باستعدادها لاستئناف الحوار.

ماذا بعد اعتماد مجلس الأمن القرار رقم 2797 حول الصحراء المغربية؟

بعد تصويت مجلس الأمن الأخير، والذي رسخ مبادرة الحكم الذاتي كمرجعية أساسية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من المرتقب أن تُواجه الجزائر ضغوطا دولية لقبول الوضع الجديد، إذ سيُضعف القرار موقفها الداعم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية أمام المجتمع الدولي.