تبدي السلطات الجزائرية في الآونة الأخيرة المزيد من المخاوف بخصوص تزايد حالات الانتحار في صفوف الفتيات، والتي ارتبطت غالبيتها بالتهديد و الابتزاز عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.
ووفق ما أشارت إليه الإحصائيات الرسمية، سجلت السلطات المعنية خلال الفترة الممتدة ما بين شهري يناير وفبراير المنصرم نحو 640 جريمة أغلبها مرتبط بالجريمة الإلكترونية و جرائم الابتزاز على وجه الخصوص.
وحسب ما أفاد به مدير الشرطة القضائية فراق علي، تزايدت نسب الجريمة الإلكترونية في الفترة الأخيرة بشكل كبير، لتتجاوز سقف الـ 75 بالمائة خلال السنة الماضية مقارنة بالسنوات الماضية.
الحب..طعم الابتزاز
وأوضح المسؤول الجزائري أن الجرائم الإلكترونية المسجلة فاقت النصف خلال سنة 2015، مشيرا إلى أنها استهدفت بالدرجة الأولى الأسرة الجزائرية عبر عمليات الابتزاز والتهديد بنشر الصور وانتحال الشخصية.
ومن جانبها، قالت المحامية المتخصصة في قضايا الجرائم الإلكترونية، هند بن ميلود أن المحاكم الجزائرية سجلت 11 قضية مرتبطة بالابتزاز وخداع الفتيات خلال سنة 2015، مؤكدة أن التبليغ عن هذا النوع من القضايا غالبا ما يأتي متأخرا.
وأوضحت المحامية أن أغلب قضايا الابتزاز والتهديد بنشر الصور يتم التستر عنها، ما يؤديفي كثير من الأحيان إلى عواقب درامية تصل حد الانتحار.
وتستشهد المحامية الجزائرية في هذا الصدد بـعدد من القضايا التي كانت ضحاياها فتيات تعرضن للابتزاز من طرف شباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدت بن ميلود أن الشبكات العنكبوتية تجسد مجالا لالتقاء الشباب بمختلف الأعمار، حيث يحاولون من خلاله عيش واقع منفصل عن الحقيقة.
رومانسية تنتهي وراء القضبان
أكدت تقارير السلطات الجزائرية تسجيل العديد من حالات الانتحار في صفوف الفتيات اللاتي تلقين وعودا بالزواج عبر الشبكة العنكبوتية قبل أن يصبحن فيما بعد ضحايا الابتزاز والتهديد.
ووفق ما أشارت إليه تقارير السلطات، أقدمت فتاة قاصر بالعاصمة الجزائر خلال شهر ديسمبر المنصرم، على الانتحار بعدما سقطت ضحية عملية اغتصاب وابتزاز من طرف شابين استدرجاها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”.
وحسب مصدر أمني مطلع على القضية، قاما شابان باستخدام الحب طعما لاستدراج الفتاة قبل أن يغتصبها أحدهما، ليعمل الآخر فيما بعد على ابتزازها بالصور التي التقطت لها لإجبارها على الرضوخ لنزواته.
وأضاف المصدر الأمني أن امتناع الفتاة عن تلبية رغبات الشابين دفعهما إلى نشر صورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع بها إلى الانتحار برمي نفسها من الطابق الرابع حيث تقطن رفقة أسرتها، تجنبا للفضيحة.
نفس النهاية المأساوية اختارتها ميساء البالغة من العمر 17 سنة، التي أقدمت على شنق نفسها بعدما تعرضت للابتزاز من طرف شاب يكبرها بـ 14 سنة ربطتها علاقة به لمدة سنة.
وحسب أحد أقارب الفتاة، كانت والدة الفتاة على دراية بالعلاقة التي اعتقدت أن نهايتها الزواج، قبل أن تفاجئ الأسرة في أحد الأيام بمسياء معلقة بحبل وبجانبها رسالة توضح أسباب انتحارها، الذي كان خيارا بعد وقوعها فريسة ابتزاز حبيبها.
استنفار أمني
ومن أجل التصدي لتزايد نسب الجرائم الإلكترونية خاصة ما يتعلق بالابتزاز والتهديد، قررت القيادة العليا للدرك الجزائري إطلاق حملة تحسيسية لفائدة المراهقين بخصوص أخطار الانترنيت.
إلى ذلك، فتحت المؤسسة الأمنية مقرا خاصة لاستقبال الشكايات التي تدخل في هذا الجانب، والتي حسب جمال بن رجب رئيس مركز الوقاية لجرائم الإعلام الآلي، أصحبت تهدد تماسك الأسر والمجتمع الجزائري ككل.
إقرأ أيضا:أمنستي تطالب الجزائر بالتعجيل بمحاربة العنف ضد المرأة