لا تزال تونس تعيش هدوء حذرا، فبعد موجة الاحتجاجات الساخطة التي نظمها المئات من العاطلين عن العمل في مدينة القصرين، وامتدادها إلى مدن أخرى، قام عدد من الشباب أول أمس الأحد بخياطة أفواههم وإعلان إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على وضعيتهم الاجتماعية المزرية.
ورغم وعود المسؤولين التونسيين بحل أزمة البطالة في البلاد، إلا أن عددا من العاطلين عن العمل بالقصرين، لجأوا إلى خياطة أفواههم كشكل من أشكال الاحتجاج على تماطل السلطات في الاستجابة لمطالبهم في التشغيل.
وفي تصريحاته، أوضح وجدي الخضراوي، المتحدث الرسمي باسم الشباب المعتصم في القصرين أن الأوضاع جد مزرية ومأساوية، مشيرا إلى أن ذلك قد يقود إلى تصعيد الاحتجاج خاصة مع عدم استجابة المسؤولين لمطالب المتظاهرين.
وفي نفس السياق، أضاف الخضراوي أن المعتصمين باتوا يشعرون بالإحباط واليأس، مشيرا إلى أن الأمر قد يتفاقم ويقود إلى تفجر الوضع في أي لحظة.
وأسترسل الخضراوي قائلا “المعتصمون قرّروا التصعيد في أشكال الاحتجاج، فرغم تشبتثنا طوال الأسبوعين الماضيين بمبدأ السلم من باب تغليب الحكمة والمصلحة العامة وتهدئة الشارع، غير أننا فوجئنا بتواصل إهمال المسؤولين الجهويين لمطالبنا، لذلك قرر نحو 7 من الشباب خياطة أفواههم بالإبرة والخيط والدخول في إضراب جوع مفتوح رفقة 16 من الشباب الآخرين”.
وإلى ذلك، وجه الناطق الرسمي باسم المعتصمين، أصابع الاتهام إلى السلطات الجهوية والحكومة التونسية، محملا إياهما مسؤولية تدهور حالة الشباب المعتصمين الصحية التي، حسب قوله، قد تدفع هؤلاء إلى التصعيد.
هذا، وليست المرة الأولى التي يقوم فيها الشباب التونسي بخياطة أفواههم، حيث قام مجموعة من الشباب من جرحى ثورة الياسمين بذلك احتجاجا على تردي الأوضاع الاجتماعية، كان أبرزهم عبد القادر العلوي ذو 26 ربيعاً، الذي خاط فمه بشكل كامل وغرز إبرة في أحد الشرايين الرئيسية بيده اليسرى احتجاجاً على عدم استجابة الحكومة لمطلبه في تلقي العلاج بالخارج جراء إصابته برصاصة في ساقه أثناء الثورة.
إقرأ أيضا:هل تتمكن السلطات التونسية من احتواء احتجاجات القصرين؟