الفريق محمد مدين، الشهير باسم "توفيق"

أخيرا نطق “رب الجزائر” !!!

أصبحت محاكمة الجنرال عبد القادر آيت واعرابي، أشهر من نار على علم بالجزائر، فبعد الخرجات الإعلامية لعدد من الشخصيات الوازنة في البلاد، والتي كان على رأسها وزير الدفاع السابق خالد نزار، واستنكار الحكم الصادر في حق واعرابي، إلا أن أحدا لم يتوقع أن يخرج “رب الجزائر” شخصيا ولأول مرة للتحدث عن القضية التي اسالت الكثير من المداد في الآونة الأخيرة.

ولعل الخرجة الإعلامية، التي تعتبر سابقة من نوعها، للجنرال محمد مدين الملقب بـ “الجنرال توفيق”، شكلت الحدث لا محال في الساحة السياسية بالبلاد، خاصة وأن الأخير، وعلى مدى 25 سنة من رئاسة جهاز المخابرات العسكرية، كان بمثابة “الأسطورة” التي تحيط بها هالة من الغموض.

“أخيرا نطق الماجور” هكذا وصفت الصحافة المحلية الحدث، حيث وجه الجنرال توفيق رسالة في قضية محاكمة آيت واعرابي الملقب بالجنرال “حسان”، الذي أصدرت محكمة وهران العسكرية في حقه مؤخرا، حكما بالسجن خمس سنوات، حيث أشار الجنرال توفيق إلى إصابته بالذهول جراء هذا الحكم، الذي حسب قوله، استدعى خروجه عن صمته “رأيتُ أنّه من واجبي أن أدلي بملاحظاتي لكلّ المعنيين بهذا الملف وكلّ الذين يتتبّعون مجرياته من قريب أو من بعيد”.

ودافع الجنرال توفيق من خلال رسالته، التي تناقلتها وسائل الإعلام الجزائرية، عن الجنرال حسان، مشيرا بالقول “اللواء حسان كان رئيسا لمصلحةٍ مؤسَّسةٍ وفقًا لمرسومٍ وتعملُ تحت مسؤولية الدائرة التي كنت أترأّسها. بناء على ذلك، فلقد كان مكلَّفا بمهمة أولوية ومتمتّعا بصلاحيات تسمح له بالقيام بعمليات ذات صلة بالأهداف المحدَّدة. كانت نشاطات مصلحته تخضع لمتابعة منتظمة في النطاق القانوني”.

وبخصوص الاتهامات الموجهة إليه، فند توفيق هذه الأخير مؤكدا أن الجنرال حسان عمل “وفق المعايير والقوانين المعمول بها” مضيفا “لقد سَيّر هذا الملف وِفق القواعد المعمول بها، أي باحترام مدوَّنة العمل والخصوصيات التي تستوجب تسلسلا عملياتيا موصًى به بشدّة في الحالة المعنية”.

ولم يفوت الجنرال توفيق الفرصة من أجل الدفاع عن آيت واعرابي حيث أشار بالقول “لقد كَـرَّس اللواء حسان نفسَه بشكل كامل من أجل هذه المهمّة وقاد عمليات عديدة ساهمت في ضمان أمن المواطنين ومؤسّسات الجمهورية، بحيث لا يمكن التشكيك في إخلاصه وصدقه في تأدية عمله. إنّـه ينتـمي إلى تلك الفئة من الإطارات القادرة على تقديم الإضافة المتفوِّقة للمؤسّسات التي يخدمونها”.

واختتم توفيق رسالته، التي تعد الأولى من نوعها، حيث طالب بـ “رفع الظلم عن الجنرال حسان، واسترجاع شرف الرجال الذين عملوا مثله بإخلاص من أجل الدفاع عن الوطن”،

وكان محامي الجنرال آيت واعرابي قد طالب المحكمة العسكرية بحضور الجنرال توفيق للإدلاء بشهادته، إلا أنها لم تستجب لمطلبه، حيث أصدرت في حق موكله مؤخرا حكما بالسجن لمدة خمس سنوات نافدة.

هذا  وتطرح رسالة الجنرال توفيق، وإن كانت متأخرة، باعتباره مرؤوسا سابقا للواء عبد القادر آيت واعرابي، الكثير من التساؤلات، خاصة وأنها المرة الأولى التي يتكلم فيها الجنرال توفيق، الذي وإن عرف اسمه، فلم تتداول الجزائر سوى صورة واحدة له، نظرا للغموض الذي لفه طيلة ترأسه المخابرات العسكرية.

إقرأ أيضا:الجزائر: محاكمة الجنرال آيت وعرابي تدور في غياب الفريق “توفيق”

اقرأ أيضا

بقدرة 400 ميغاواط.. المغرب يستعد لبناء مزرعة رياح ضخمة

من المتوقع أن يبدأ تنفيذ مشروع ضخم للطاقة الريحية في شمال المغرب بقدرة 400 ميغاواط …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *