يبدو أن قرار إحالة الجنرال محمد مدين الملقب بـ “الجنرال توفيق” من منصبه على رأس المخابرات العسكرية مازال يغلفه الكثير من الغموض، خاصة مع تعدد قراءات المتابعين للشأن الجزائري، والذي يجزمون أن القرار مجرد تصفية حسابات، وتمهيد لخليفة عبد العزيز بوتفليقة على كرسي الرئاسة.
يرى الكثير من معارضي النظام الحالي أن تواجد الجنرال توفيق على رأس المخابرات العسكرية، والتي لطالما اعتبرت أهم جهاز داخل الدولة، بات يشكل عقبة أمام تهيئ الأجواء لخلافة بوتفليقة، الأمر الذي أكده أحد الجنرالات المتقاعدين، والذي أشار إلى تورط سعيد بوتفليقة في قضية تنحية الجنرال توفيق.
في مقابلة على إذاعة M أول أمس الثلاثاء، لم يتردد الجنرال المتقاعد حسين بن حداد في توجيه أصابع الاتهام إلى شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بـوتفليقة بالضلوع وراء تنحية الجنرال توفيق، وذلك من أجل تحقيق أطماعه الرئاسية.
وأشار بن حداد إلى سعيد بوتفليقة، الذي يعد من أقوى رجالات الجزائر وأكثرهم غموضا، بـ “المريض عقليا”، والمهووس بخلافة شقيقه المريض على رئاسة الجزائر.
وأكد الجنرال المتقاعد بن حداد أن التخطيط لتنحية الجنرال توفيق لم يكن وليد اليوم، مشيرا إلى أن سعيد بوتفليقة عقد تحالفا مع قايد صالح خلال سنة 2014 من أجل الإطاحة بتوفيق، إلا أن الأمر لم ينجح، لتتم إحالته على التقاعد بعد سنة على ذلك.
وحسب تصريحات الجنرال بن حداد، فإن هوس سعيد بوتفليقة بالجلوس على كرسي الرئاسة بعد شقيقه، دفعه إلى تنحية الجنرال توفيق، باعتباره العقبة الوحيدة أمام تحقيقه هذا الهدف.
وأضاف بن حداد أن الأمور لن تقف عند هذا الحد، بل ستتجه أنظار سعيد بوتفليقة نحو الجنرال قايد صالح رئيس أركان الجيش، من أجل تمهيد الطريق أمام تحقيق هدفه، حيث من المنتظر أن يعين محله شخصا آخر يسهل على محيط الرئيس توجيهه حسب أهدافه.
وانتقد الجنرال المتقاعد الانتخابات الرئاسية التي جرت السنة الماضية، واصفا إياها بـ “المهزلة”، نظرا إلى أنها مكنت بوتفليقة، الذي لا يقدر على الكلام والمشي، بالظفر بولاية رابعة.
وأضاف بن حداد أن بلاده ستصبح “أضحوكة الأمم”، بسبب تقلد شخص مريض وعاجز كليا منصب رئيس للبلاد، في وقت يشبث فيه محيطه بتأكيد “مقدرة الرئيس” على اكمال ولايته الرابعة باعتماد أسلوب “الخداع والتمويه”.
وحذر بن حداد من المترتبات الخطيرة للوضع الحالي على مستقبل البلاد، والتي مع رحيل الجنرال توفيق، ستكون بين يدي “عصابة مافيا بقيادة سعيد بوتفليقة الذي يسعى إلى خلافة شقيقه بأي ثمن”.
وشكك بن حداد في طبيعة الدور الحقيقي الذي يلعبه سعيد بوتفليقة داخل كواليس السلطة، والذي حسب الجنرال المتقاعد هو المسير الفعلي للبلاد، وليس شقيقه، ما يجعل من جهاز المخابرات منافسه الأول بحكم الصراع الدائر بين هذا الجهاز والسلطة.
إقرأ المزيد:أنصار بوتفليقة يريدونه رئيسا حيا أو ميتا
وفيما يأمل العديد من الجزائريين أن تصب التعديلات الأخيرة التي تشهدها البلاد في مصلحة إعادة بناء دولة مدنية، يشير بن حدادا إلى محاولة محيط الرئيس وعلى رأسه سعيد بوتفليقة ترتيب أوراق خلافة شقيقه العاجز عن أداء مهامه الرئاسية.