موقع ” رصيف 22″:
لعل مما يعطي للشهر الفضيل نكهته، هو خصوصيته، فلكل بلد عربي طقوسه الخاصة بالاحتفال به، اعتبارا لما له من منزلة خاصة عند العرب والمسلمين. ينتظرونه طوال العام، وما إن ينتصف شهر شعبان ويبدأ العدّ التنازلي لحلول الشهر الكريم، حتى تمضي الاستعدادات على أكثر من صعيد. في ما يأتي، ضوء على أهم عادات بعض الشعوب العربية ومراسم استقبالهم لشهر رمضان واحتفالهم به، كما نشرها موقع ” رصيف 22″:
المغرب:
تبدأ الاستعدادات من أواخر شهر شعبان بإعداد أنواع معينة من الحلويات. وبعد ثبوت الرؤية، يمضي المغاربة في تبادل التهانىء بقولهم “عواشِر مبروكة” في إشارة إلى تقسيم رمضان ثلاث عشرات، الأولى رحمة والثانية مغفرة والثالثة عتقٌ من النار.
تختلف العادات في شهر رمضان في البادية قليلاً عن الحضر. ففي البادية يجتمع الرجال بعد العصر لتبادل سِيَر العظماء والصحابة. أما وقت الإفطار فلا بد من أن تجتمع فيه أسرتان أو أكثر، الرجال إلى سفرة والنساء إلى أخرى والأطفال إلى ثالثة. بعد صلاة القيام، يعود الرجال للسهر وشُرب الشاي المغربي الذي يُعدّ المشروب الرئيس في السهرات العائلية الممتدة حتى السحور. من أشهر الأكلات المغربية في رمضان:حساء الحريرة، حلوى السلو، حلوى الشِباكية والطاجين والكسكس . ولا يزال تقليد المسحراتي قائماً، ويُسمّى “الطبّال”.
لبنان:
قبل حلول الشهر الكريم، تتزين شوارع المدن اللبنانية وطرقها بالشرائط المضاءة والنجوم البراقة والفوانيس الصغيرة التي يُقبل اللبنانيون على شرائها وتُعلّق في قباب المساجد وساحاتها. تستقبل بيروت رمضان بتقليد يُعرف بـ”سيبانةْ رمضان” وهي عاده قديمة لا تزال مستمرة تتمثّل في القيام بنزهة إلى شاطئ بيروت، أو أي مكانٍ آخر، تُخصص لتناول الأطايب والمآكل في اليوم الأخير من شهر شعبان قبل انقطاع الصائمين عن الطعام.
أما طرابلس فتتميّز بتقليد خاص، إذ تقوم فرق من الصوفية – قبل حلول الشهر المبارك – بجولات في شوارع المدينة يردد المشاركون فيها الأناشيد والمدائح النبوية والأشعار في استقبال شهر الله، لتهيئة الناس للصوم. ويُسمح في آخر جمعة من رمضان، بزيارة الأثر النبوي في الجامع المنصوري الكبير للتبرك به.
من أشهر أنواع الحلوى اللبنانية في رمضان: الكلاج والشعيبيات. ولا يزال المسحراتي يقوم بعمله في شوارع لبنان، حيث يدقّ بقضيب من الخيزران على طبلة وينادي: “قوموا لسحوركم، رمضان جاء يزوركم”.
الجزائر:
يستعدّ الجزائريون لشهر رمضان بتقليد لافت يتمثل في ذهاب الناس في أواخر شهر شعبان للحمّامات التقليدية من أجل التطهر والاستعداد لاستقبال رمضان. يتمّ طلاء البيوت بدهان جديد قبيل مجيء الشهر الكريم وتطهير المنزل وشراء أدوات مطبخ وأغطية ومفروشات جديدة.
في الأمسيات، تجتمع السيدات والفتيات في سهرات تسمّى “البوقالات” يتداولن فيها القصص الشعبية والأمثال. أما ليلة القدر فترافقها احتفالات خاصة، إذ يقوم الجزائريون بختان أولادهم الذكور، بينما تقوم السيدات والفتيات بتزيين البيوت وارتداء اللباس التقليدي الكاراكو وتخضيب الأيادي بالحناء.
جزر القمر:
في جزر القمر، يخرج السُكّان قبل صلاة مغرب آخر ليلة من شعبان في جماعات، حاملين مصابيح، ناظرين ناحية الغرب لاستطلاع الهلال. فإذا ما رآه أحدهم صاح: “وُونِيْهَا” Woneha – أي ظهر هلال شهر رمضان باللغة المحلية ، ويكرر الأطفال هذه الكلمة وهم يركضون في الشوارع والأزقة، حتى يعرف الجميع أن الهلال قد ظهر.
بعد الانتهاء من صلاة قيام الليلة الأولى، يخرج الأهالي إلى السواحل وهم يحملون المصابيح والمشاعل التي تنعكس أنوارها على صفحة المياه، ويبدأون بقرع الطبول ابتهاجاً بقدوم رمضان واحتفالاً به، ويسهرون حتى يحين وقت السحور. كما يواظب القمريّون على الإفطار يومياً في المساجد. أشهر الأكلات القمرية هي الموز الأخضر المقلي أو المطهو الذي يؤكل مع الثريد والهريس وعصائر الأناناس.
الصومال:
بعد ثبوت رؤية الهلال في الصومال، يُطلق الصوماليون الطلقات النارية ابتهاجاً بقدوم الشهر الفضيل. أما إيقاظ الناس للسحور، فيقوم به شباب العائلات، الذين يخرجون إلى الشوارع لإيقاظ الناس بكلمة واحدة يكررونها ثلاث مرات وهم ينقرون على الدفوف: سحور، سحور، سحور. تقام حلقات الذكر والعبادة والصلاة في كل ليلة من ليالي الشهر الكريم، غير أن هذه الحلقات ما إن تنتهي حتى تبدأ مجالس أخرى لتعاطي القات. أشهر أكلات الإفطار على الموائد الصومالية هي السمبوسة واللحوح-كانجيرو.
قطر:
يُطلق على شهر رمضان في قطر، شهر «الغبقات»، والغبقة هي وليمة تقام منتصف الليل، فيلتقي الشباب والنساء من أهل الحي – كلٌ في غبقة خاصة – للتسامر وتبادل القصص وتناول بعض الأصناف الشعبية الشهيرة التي يختص بها رمضان وحده، كالمكبوس والمشخول وحلوى الساقو واللقيمات. من أهم الأطباق في الإفطار الهريس والبلاليط وقت السحور.
أما أشهر التقاليد التراثية التي حافظ عليها القطريون فهي إحياء ليلة الكرنكعوة أو النصف من رمضان، إذ يخرج الأطفال بالزي الشعبي حاملين أكياساً كبيرة من القماش بعد صلاة المغرب، وهم يرددون الأهازيج والأناشيد ويدقون على البيوت كي ينالوا حصّتهم من الحلوى.