توقف المتتبعون لتطورات الشأن السياسي في المملكة عند دلالات خلفية صورة اللقاء الأخير الذي جمع بين عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، وعزيز اخنوش،رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي قيل إنه يهدف إلى الخروج من دائرة “الاحتباس الحكومي”.
وما أثار الانتباه في اللقاء الذي جرى،كما هو واضح، في بيت عبد الإله بنكيران،بحي الليمون وسط العاصمة السياسية للمملكة المغربية،هو أنه كان مؤثثا بلوحة على الجدار، ومنحوتة فنية لخنجرين بارزين كانا مثارا للتساؤل لدى الجميع.
ومبعث ذلك التساؤل، هو أن الخنجر يحتل مكانة متميزة كعنوان للرجولة والوفاء والالتزام بالكلمة داخل منطقة سوس التي ينتمي إليها عزيز أخنوش، الذي يذكر الجميع، أنه ما ان اعتلى منصة الخطابة،بعد انتخابه رئيسا لحزب “الحمامة” في مؤتمر استثنائي في بوزنيقة، حتى انبرى يقول بالأمازيغية، إن شعاره هو “أغاراس،أغاراس”، وتعني الجدية والاستقامة،مؤكدا على العمل كسلوك أساسي .
للمزيد من التفاصيل:بعد انتخابه رئيسا للتجمع الوطني للأحرار.. أخنوش: شعاري هو أغاراس أغاراس
وانطلاقا من صورة اللقاء الأخير،التي تم تداولها على نطاق واسع،في الصحافة، وعبر مختلف وسائل الإعلام، حفل موقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” بتعاليق وتساؤلات، وبعضها يحمل بين سطوره تلميحات بطعم السخرية،وإشارات تحيل على أن بنكيران يسعى جاهدا للتودد لأخنوش قصد بناء جسر الثقة بينهما وإيجاد مخرج للمأزق الذي تتخبط فيها المشاورات،خاصة بعد التنبيه الملكي بضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة.
الزميل الإعلامي محمد احمد عدة، وبعد أن لفت انتباهه،حسب صورة اللقاء بين بنكيران واخنوش “وجود خنجر كبير على شكل تحفة في الركن، ولوحة صغيرة معلقة بها رسم لخنجرين آخرين في صالون رئيس الحكومة”،دعا إلى “قراءة سيميائية”،ليرد عليه فورا رسام الكاريكاتير الساخر خالد الشرادي قائلا: “القراءة السيمائية راك عارفها بلا مانقوللك”!
وتوالت التعليقات على الصورة، ومما جاء في بعضها لعبد القادر مجذوبي:”الخنجر هو رمز من رموز الثقافة الامازيغية وإن لم يكن هذا حصريا…الرجل داهية وأظن انه نوع من التودد المصلحي الماكر “.
جلباب بنكيران بلونه الأزرق الذي كان يرتديه بنكيران لحظة استقباله لعزيز اخنوش،استقطب هو الآخر انتباه رواد “الفايسبوك”،باعتباره هو لون حزب التجمع الوطني للأحرار، وقد قرأ الكثيرون في ذلك أيضا تلميحا من رئيس الحكومة المعين بأن يده ممدودة للتفاهم، من أجل تذليل كل الصعوبات لتشكيل حكومة طال انتظارها أكثر من اللازم.