كلما اشتد الخناق حول زعماء الجبهة الانفصالية ” البوليساريو”، إلا وسارعوا إلى اختلاق بعض المواقف التصعيدية ضد المغرب، مثل التلويح بالحرب، أو غير ذلك من الألاعيب والأساليب،قصد لفت انتباه المجتمع الدولي.
ولأن أمرها أصبح مفضوحا،فإن جبهة البوليساريو، وأمام الزحف الدبلوماسي القوي للمغرب في القارة الإفريقية،في طريق عودته إلى الاتحاد الافريقي، عما قريب،بدعم من الدول الافريقية، بدأت تمارس لعبة استفزازية أخرى، في شكل مخطط جديد، بتنسيق مع بعض خصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
ويقتضي المخطط الجديد،حسب ما هو متداول في بعض وسائل الإعلام،أن تقوم جبهة البوليساريو،بالعمل على ماسمته”إعمار جزء من الكويرة” ببناء بعض المخيمات هناك لإيواء عدد من المحتجزين في مخيمات تندوف.
وإمعانا في الترويج لهذا المخطط الخطير عبر وسائل الإعلام، تزعم الجبهة الانفصالية أن التوجه نحو تنفيذ مشروع بناء مخيمات، في هذه المنطقة بالذات،يمر عبر جسور للتنسيق مع الجزائر وموريتانيا والهيئات الدولية من أجل إيجاد الدعم اللوجستيكي، من خلال المساعدات الإنسانية، لتوفير السكن وغيره.
ولأن ذلك يدخل ضمن مخطط خطير، يستهدف المساس بقضية الصحراء المغربية،فقد سبقته خطوة أخرى،ماكان لها أن تحدث لو لم يكن هناك تواطؤ من طرف بعض دول الجوار، وخاصة موريتانيا، الذي يبدو أنها انساقت مع المؤامرات التي تنسجها الجزائر، وهي غير مدركة للعواقب التي قد تنجم عن أي تصرف يخاصم المشروعية،أو يخرق المواثيق الدولية.
يتعلق الأمر هنا تحديدا بإعطاء سلطات موريتانيا الضوء الأخضر لعناصر مسلحة من البوليساريو، بقيادة ابراهيم غالي، الهارب من مواجهة العدالة في اسبانيا، للوصول إلى شاطيء المحيط الأطلسي،بالقرب من منطقة “الكركارات”، رغم علمها بأن ذلك يضرب اتفاق وقف إطلاق النار في الصميم،ويشكل استفزازا صارخا لبلد جار هو المغرب، الذي تربطها به وشائج وعلاقات ديبلوماسية تاريخية يتعين الحفاظ عليها.
وكانت عدة تقارير قد تحدثت عن ظهور زعيم جبهة البوليساريو،بلباس عسكري، رفقة مجموعة من عناصرها المسلحة، في ذلك المكان المشار إليه، على الشريط الساحلي بين المغرب وموريتانيا، وهو مشهد ينطوي على دلالات لاتخفى على كل من يتتبع تطورات النزاع المفتعل في المنطقة منذ أربعين سنة.
ولكن السؤال الذي يبقى مطروحا، وهو إن صحت الأخبار الرائجة عن مشروع إعمار جزء من الكويرة، من طرف البوليساريو، ومن يقف وراءها، هو :أين هي بعثة المينورسو، المكلفة من طرف الأمم المتحدة؟ وهل ستظل في موقف المتفرج؟
وفي كل الأحوال، فإن المغرب القوي بجبهته الداخلية،وبوجوده في صحرائه،والمتشبث بوحدته الترابية من طنجة إلى الكويرة،يتابع باهتمام كل ما يجري هناك،وسوف يعرف كيف يرد على خصومه، كما اعتاد على ذلك دائما،لوقفهم عند حدهم،وإرجاعهم عن غيهم، ونسف كل مخططاتهم،التي ستبقى مثل سراب يتبخر تحت وهج شمس الحقيقة.
للمزيد من التفاصيل:قيادة البوليساريو.. الهروب للأمام في انتظار الهروب الكبير!