الرئيسية / إضاءات / هل بات المغاربة يشعرون بانعدام الأمن من حولهم؟
الأمن

هل بات المغاربة يشعرون بانعدام الأمن من حولهم؟

هل بات المغاربة يشعرون بانعدام الأمن من حولهم فعلا؟ سؤال يطرح نفسه في الأيام الراهنة، في ظل إطلاق مجموعة من النشطاء المغاربة حملة واسعة على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك تحت اسم “زيرو كريساج”، تروم لفت انتباه المسؤولين الأمنيين، وذلك بنشر صور وفيديوهات توثق لعمليات السرقة في المحلات التجارية أو الأزقة والشوارع العمومية، وغيرها باستعمال السيوف والسكاكين.

النشطاء طالبوا المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه الظواهر، التي باتت في اعتقادهم متفشية بكثرة في مدن (الدار البيضاء، وسلا، وفاس، والقصر الكبير)، وأيضا لأنها تشهد موجة من الإعتداءات الجسدية والمادية على المواطنين بشكل متكرر.

وحسب مجموعة من النشطاء الذين تحدث معهم مشاهد24، فإن هذه الحملة “الفيسبوكية” الكبيرة، تهدف بالأساس إعادة الأمن في الشوارع والأزقة، وإرجاع شرطة القرب التي كان يسميها المغاربة بـ “كرواتيا”، إضافة إلى مطالبة المسؤولين على الجهاز الأمني للبلاد بالتدخل بسرعة، وتشديد الخناق على المعتدين.

وشدد النشطاء، أن المواطن أصبح يمشي في الشارع وهو لا يحس بالأمان، بسبب “الشفارة” الذين يعترضون سبيلهم بالإكراه تحت التهديد بالأسلحة البيضاء والسيوف، بل امتد بهم الأمر إلى فرض إتاوات على أصحاب المحلات التجارية و الفرّاشات كي لا يتم إيذائهم.

وفي اعتقاد هؤلاء النشطاء، فإن المواطنين، أضحوا لا يقدمون الشكايات الأمنية، خصوصا عندما يصبح الضحية ملزما بالإجراءات القضائية التي تثقل كاهله ماديا ومعنويا.

هذا، وتفاعلت العديد من الصفحات الإجتماعية مع هذه الحملة، حيث تم إطلاق هاشتاغ #زيرو_كريساج، وكذا تداوله على نطاق واسع في ظرف وجيز، كما دعت هذه الصفحات إلى نهج استراتيجية أمنية فعالة بعيدة المدى، وذلك عن طريق تكثيف الدوريات والإسراع في التدخلات والإستجابة لنداءات المواطنين في وقتها من أجل القبض على المعتدين.

“العنف يختزل جملة من العقد الاجتماعية، ينتج عن النقص والحرمان والعزلة والقهر والتهميش والتيه الهوياتي”، يقول عبد السلام الفتوحي أستاذ العلوم الاجتماعية في تصريح لـ مشاهد24، ثم يردف قائلا: “إن انعدام السلوك الحضاري في التعاملات اليومية بين أفراد المجتمع، وتغييب القيم، يساهم في تفككه، وبالتالي تتحول الجريمة بالنسبة لهم بالشيء العادي مادمت العلاقة بينهم متشنجة”.

وفي نظر المتحدث ذاته، فإن مثل هذه الحملات الشعبية، التي تنادي بتطهير الشوارع من المجرمين كانت متوقعة، وستحرك المسؤولين الأمنيين للقيام بدورهم في حماية المواطن البسيط من طغيان أشخاص لا يدركون الرحمة.

جدير بالذكر أن حملة “زيرو كريساج”، التي أطلقها مغاربة على الصفحات الإجتماعية، أخذت طابعا دوليا يناشد من خلاله النشطاء الملك محمد السادس بالتدخل العاجل لاستتباب الأمن بالمملكة.

وأطلق عدد من الشباب المغاربة عريضة دولية، على موقع أفاز العالمي لجمع التوقيعات، بهدف حث المؤسسة الملكية على اتخاذ اجراءات حازمة للضرب بيد من حديد على المتورطين في أعمال السرقة المقرونة بالإعتداء أو التهديد بالأسلحة البيضاء.