بوديموس
الرجل الثاني في حزب بوديموس "إنريغو إريخون"

المسؤول الثاني في بوديموس ..مررت بأيام صعبة ولسنا من مصنع واحد

خرج الرجل الثاني في حزب بوديموس “إنريغو إريخون” عن صمته الذي استمر حوالي أسبوعين، على إثر احتجاجه على إقالة أحد المحسوبين على تياره في الحركة “سيرخيو باسكوال” المكلف بالتنظيم والمسؤول الثالث في هرمية الحزب الفتي.

وعاد إيريخون، إلى مجلس النواب يوم الثلاثاء  حيث يتولى مسؤولية التنسيق والتحدث باسم فريق حزبه في المؤسسة التشريعية، واستأنف عمله بكيفية عادية دون أن ينفي وجود خلافات نشبت بينه وبين الأمين العام إيغليسياس، بخصوص القرار المتخذ في حق مسؤول التنظيم  الذي سيعرض خلفه على اجتماع  المجلس المقرر في الحزب، يوم السبت المقبل للمصادقة على ترشيحه.

وأضاف نائب الأمين العام أنه لا يعترض على تعيين بابلو إيشنيكي،  بدل ،سيرخيو باسكوال، واعتبره مرشح نوع من  الإجماع، مرجعا الخلاقات التي تظهر في” بوديموس” بين الفينة والأخرى إلى تباين المشارب الفكرية والآفاق السياسية  التي أتى منها المنتسبون إليها، وهو أمر طبيعي، فهم  لم يخرجوا من مصنع واحد ليكونوا نموذجا متشابها ، وبالتالي فإن النقاش سيستمر بين الأعضاء في، بوديموس ، بل ربما يتخذ طابعا  مغايرا بعد حل مشكل الحكومة ، بالمصادقة على التشكيلة المحتملة أو الدعوة إلى الانتخابات التشريعية يوم 26 يونيو المقبل.

للمزيد:  ” بوديموس” ..الحزب الجديد في اسبانيا

واعترف إريخون ، أن الأيام الأخيرة التي أمضاها بعيدا عن الأضواء في شبه عزلة ،لم تكن سهلة بالنسبة إليه وكذا لأعضاء الحركة ، موضحا أن خلوته  كانت مناسبة  للتفكير بعمق في مآل وتطور الحزب، مبرزا أنه مارس ما اسماه “بعد النظر”

وتأتي عودة الرجل الثاني في الحزب بأقل قدر من الضوضاء السياسية لكن عباراته المعتدلة تدل على أن القضايا الخلافية لم تحسم بعد كما تؤشر ملاحظاته  على أن النقاش  قد يكون ساخنا على الرغم من أنه حصر الخلاف بين الأشخاص وليس  على المرجعية الإيديولوجية .

واستنادا إلى ما نشرته الصحف من تقارير أثناء عزلة إريريخون ،بدا واضحا أن هناك تصورين  تنظيميين للحزب: أحدهما مركزي، يفوض السلطات الأساس والقرارات الكبرى  في يد  الأمين العام كما هو الوضع المؤقت حاليا ، وظهرت عيوبه في القرار الانفرادي الذي اتخذه إيغليسياس، دون استشارة نائبه وهو المسؤول عن تخطيط السياسات .

أما التصور الثاني ، فسيكون  قريبا من  الفدرالية ، بمعنى أن القيادات الإقليمية ستكون لها الكلمة المسموعة والراجحة في المستقبل  خاصة وأن هذا النهج في التنظيمي أثبت فعاليته  في الحزب الاشتراكي العمالي.

إقرأ أيضا: مؤشرات خلاف حاد في الحزب الشعبي الإسباني بين المحافظين والمجددين على خلفية قضايا مجتمعية

ويصعب القول أن كانت الأغلبية ستوافق على هذا التحول التنظيمي الذي بدأ يفصح عنه بوضوح إيريخون؛ لكنه لن يحدث عاجلا وإنما سيترك لما بعد تشكيل الحكومة أو عودة الناخبين لصناديق الاقتراع.

وفي حالة تصويت  القواعد الحزبية بالموافقة على التغيير ، يتساءل الملاحظون إن كان الأمين العام سيتنازل عن طباعه الميالة إلى الاستئثار بالرأي والقرار والتعامل بحدة وسخرية مع الفاعلين السياسيين الآخرين مثل تحريمه الجلوس والتفاوض مع حزبين كبيرين هما الشعبي المحافظ وثيودادانوس، بينما يميل لأسباب إيديولوجية محضة لتنظيمات حزبية تدعو إلى تقرير المصير في أكثر من جهة بإسبانيا إضافة إلى إقليم كاتالونيا .

وفي هذا السياق ، تستـأنف يوم الأربعاء، المشاورات بين بوديموس والحزب الاشتراكي العمالي التي توقفت  نتيجة الانتقادات العنيفة التي كالها ،بابلو إيغليسياس، للاشتراكيين أثناء  النقاش في البرلمان.

وربط مراقبون بين عودة إيريخون  والمشاورات، ما جعلهم يعتقدون في إمكانية حصول اتفاق بين الحزبين على تشكيل  حكومة يسارية بدون ثيودادانوس.  وهي صيغة يحذر منها “بارونات “الحزب الاشتراكي الذين يشكون في وفاء بوديموس للتحالفات.

إلى ذلك عاد، ماريانو راخوي، رئيس الحكومة الحالية إلى مد اليد نحو الاشتراكيين وعرض عليهم مشروع تحالف حكومي، موضحتا أنه  الأقرب إلى المنطق  ولمح إلى فكرة قبوله وزراء  اشتراكيين ومن ثيودانوس في فريقه.

روابط ذات صلة: قياديون في بوديموس يعترفون بعمق الازمة وسانشيث يستأنف التشاور معهم !

اقرأ أيضا

مدريد

احتفال أقل صخبا بذكرى 15 مايو في مدريد وشعارات مؤيدة لفلسطين

احتشد بقايا "الغاضبين" من الشباب الإسباني، أمس الأحد في ساحة "باب الشمس" بالعاصمة مدريد ، إحياء للذكرى الخامسة لاعتصام 15 مايو عام 2011.

الإسبان

خوف الإسبان من تكرار مشهد سياسي استوجب إعادة الانتخابات؟

يتخوف الإسبان من تكرار المشهد السياسي الذي أفرزته الانتخابات يوم العشرين من شهر ديسمبر والتي لم تمنح أي حزب أغلبية مطلقة تمكنه من تشكيل حكومة بمفرده.

بابلو إيغليسياس

“بابلو إيغليسياس” من سلوك شعبوي إلى انتقاص من حرمة المؤسسات الدستورية؟

يحرص السياسي الإسباني، بابلو إيغليسياس ، على الظهور بمظهر الشاب المتمرد في آدا ب السلوك، لدرجة يصعب معها التمييز إن كان "الزعيم" مغنيا أو راقص باليه.