يتكرس يوما بعد يوم التقدم السياسي لحزب بوديموس الإسباني الذي انبثق عدد من مؤسسيه ونشطائه عن حركة 15 ماي الإسبانية، و التي تاسست بتأثير وإيحاء من أجواء الربيع العربي. وقد بات هذه الحزب الذي تأسس منذ 8 أشهر فقط القوة السياسية الأولى في إسبانيا بحسب استطلاع راي اجراه معهد ميتروسكوبيا لفائدة صحيفة الباييس الإسبانية وسيكون الفائز بالانتخابات إذا اجريت في الوقت الراهن .
ويتعرض الحزب ذي المرجعية اليسارية الذي جعل المشهد السياسي في بلاده على فوهة بركان بزحفه الثابت وتقدمه، لهجوم تستهدف مصداقيته وتصدر من القواعد الامامية و الخلفية لبعض الاحزاب التقليدية حيث تتهمه بعضها بتلق تمويل من فنزويلا ومن إيران.
وكشفت الباييس اسنتاد إلى نتائج استطلاع الرأي ان حزب بوديموس الذي لا يتوفر على أي مقعد لا في المجالس البلدية ولا البرلمانية وله مقاعد فقط في البرلمان الاوروبي، قد حصل على نسبة7. 27 في المائة من دعم الناخبين الذين يعتزمون التصويت لصالحه، متفوقا على الحزبين التقليدييين الحزب الاشتراكي العمالي المعارض الذي حصل على نسبة دعم تصل إلى 26،2 في المائة، وعلى الحزب الشعبي الحاكم ، وبفارق أكبر ، حيث حصل على نسبة 7، 20في المائة.
وحسب نتائج الاستطلاع ذاته، فإن زعيم حزب بوديموس، بابلو غليسياس 35 سنة استاذ العلوم السياسية ، يعتبر الشخصية السياسية التي تحضى بالتقدير الاكبر من قبل الرأي العام الإسباني متقدما على رئيس الحزب الاشتراكي العمالي بيدرو سانشيس وعلى رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي.
الحزب الفتي “بوديموس″ الذي فاجأ المشهد السياسي الإسباني في الانتخابات الاوروبية الاخيرة في يونيو الماضي، بحصوله على خمس مقاعد بالبرلمان الاوروبي، وتحول إلى القوة السياسية الرابعة محليا ، بات يقلق على نحو لافت القوى التقليدية في البلاد، وجعل إسبانيا من خلال النتائج التي يحققها شعبيا، على فوهة بركان سياسي بتعبير صحيفة الباييس في افتتاحيتها لعدد الأحد، وهو وضع لم تعشه إسبانيا منذ بدإ الديمقراطية فيها بعد اكثر من 37 سنة . و تظهر مع هذه النتائج سقوط الثنائية الحزبية و التي هيمنت على التنافس السياسي في إسبانيا لوقت طويل للغاية .
حز ب بوديموس الذي ينتمي معظم اعضائه المؤسسين إلى حركة 15 ماي التي انبثقت بإيحاء من اجواء الحراك في الربيع العربي، يتعرض لتحرش سياسي لافت من قبل القوى السياسية التقليدية والقوى اليمينة المحافظة. ونشرت وكالة اوروبا بريس الإسبانية تقريرا أشارت فيه إلى تعرض مقر حزب بوديموس بمدريد، حيث يجتمع اعضاؤه، لاعتداءات عنصرية وجرى وضع شعارات نازية وعبارات تتهدد زعيمه بابلو غليسياس بالموت. بل ويتعرض حزب بوديموس لهجوم من سياسيين ومن إعلاميين وتشكيك في مصداقيته، واتهم بعض الإعلاميين في كبريات الصحف الإسبانية زعيمه بابلو غليسياس بتلقي الدعم من إيران ومن فنزويلا .
هذا الحزب الذي ندد بالهجوم الاخير لإسرائيل على قطاع غزة ووصفها بحرب إبادة وحرب أبرتهايد من قبل حكام تل ابيب ضد الفلسطينيين، قد انبعثت أصوله الاولى مع حركة 15 ماي الذي تاسست بإيحاء من اجواء الربيع العربي الذي أنبت حراكا في العالم العربي لكنه ازهر ثمار ا في إسبانيا .