الرئيسية / دولي / الاشتراكي يرفض تأييد راخوي وجريدة بريطانية تشير إلى ضعف تأثير إسبانيا في الخارج   
ماريانو راخوي

الاشتراكي يرفض تأييد راخوي وجريدة بريطانية تشير إلى ضعف تأثير إسبانيا في الخارج   

كما كان متوقعا، لم يفلح “ماريانو راخوي” زعيم الحزب الشعبي، صباح اليوم الاثنين، في إقناع غريمه السياسي زعيم الحزب  الاشتراكي،  بالانضمام إلى الاتفاق الجديد الموقع بين راخوي وزعيم ثيودادنوس  فجر يوم الأحد الماضي، على إثر مفاوضات طويلة وشاقة.

وبرر “سانشيث” رفضه التغيب عن جلسة التصويت، بكون المرشح لرئاسة الحكومة لم يقدم عرضا جديدا وأن فشله في جمع أغلبية يعود إليه وحده وليس إلى الحزب الاشتراكي. بل وجه الانتقاد إلى حليفه  السابق “البرت ريفيرا” كونه  ابرم اتفاقا مع راخوي.

وبخصوص استمرار الأزمة وتداعياتها، بعد الفشل المؤكد لجلستي  التصويت الأولى والثانية  في البرلمان الإسباني، ابتداء من  نهاية  الشهر الجاري، أوضح “سانشيث” أن مشاورات  تشكيل حكومة جديدة لن تنتهي يوم الثاني من الشهر المقبل، وأضاف: حينما نصل إلى ذلك النهر سنقيم جسرا لعبوره.

وفي هذا السياق علقت جريدة “الفاينانشال تايمس” البريطانية المعروفة بتحليلاتها الرصينة على الوضعية السياسية الحالية في إسبانيا فلاحظت أن  فقدان مدريد لتأثيرها السياسي في الخارج بات شيئا ملموسا وواضحا.

وتعتقد  الصحيفة البريطانية أن حل الأزمة يوجد بيد زعيم الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيث، خاصة وأنه  لا يمكنه من الناحية العملية  جمع تأييد منسجم يفوق  الذي تمكن منه، ماريانو راخوي  رئيس الحكومة الحالي، متصدر الانتخابات التشريعية الأولى والثانية.

وترى الجريدة  البريطانية أن الحل الواقعي الممكن يكمن في تغيب تقني للنواب الاشتراكيين عن التصويت في الجلسة التي سيعقدها مجلس النواب للتصويت على، راخوي، الذي رشحه الملك للمنصب، بالنظر إلى  عدد  مقاعد حزبه في البرلمان وبعد استشارة كافة الأطياف الحزبية الممثلة في المؤسسة التشريعية التي استقبلها الملك في وقت سابق.

وبعد أن ذكرت المطبوعة البريطانية بالمراحل التي مرت بها إسبانيا منذ الانتخابات التشريعية في ديسمبر الماضي وإعادتها في شهر يونيو، أشارت إلى أن مدريد  باتت شبه غائبة عن ممارسة التأثير في الأجندات  السياسية التي أقرها الاتحاد الأوروبي؛ محذرة من  أن الأخطر من كل ذلك  لم يحدث بعد.

وأضافت المطبوعة في افتتاحية نشرت مضمونها اليوم  أغلب الصحف الإسبانية: إذا لم تنفرج الأزمة الحكومية فإن إسبانيا ستظل بدون ميزانية للعام المقبل، في غياب من يصوت عليها ومن يقررها،  في إشارة ضمنية  إلى احتمال إعادة الانتخابات للمرة الثالثة  في ظرف سنة.

وتوجه الصحيفة البريطانية  اللوم إلى زعيم الاشتراكيين،  فهو يبدو في نظرها، بدون آفاق واقعية بخصوص  المرحلة المقبلة، مثلما أنه لا يتوفر على كافة الأوراق لتشكيل حكومة بديلة  وكذا الدفع نحو إجراء استحقاقات جديدة، وبالتالي فإن موقف  سانشيث، حسب الجريدة، غير منسجم.

ولا يختلف  اقتراح  الجريدة المتخصصة في شؤون المال والأعمال  لحل الأزمة، عن ذلك الذي طالما نادت به أوساط سياسية وإعلامية  داخل إسبانيا وخارجها أي ضرورة غياب الاشتراكيين عن جلسة التصويت الحاسمة في البرلمان، على اعتبار أنه موقف  سيكون وطنيا  لإخراج  البلاد من المستنقع ولا يمكن أن يعد بحال من الأحوال تأييدا لسياسات الحزب الشعبي من طرف الاشتراكيين.

وتختتم الجريدة البريطانية العريقة بالقول إن الأزمة  طالت أكثر من اللازم  في إسبانيا بينما الحل موجود بيد الزعيم الاشتراكي وعليه أن يفعل ذلك بأسرع وقت ممكن.

إلى ذلك كثر النقد الموجه للقيادة الاشتراكية من مختلف المنابر الإعلامية الإسبانية بما فيها يومية “الباييس” المتعاطفة مع الاشتراكيين المنقسمين على أنفسهم حيال هذا المشكل غير المسبوق الذي تواجهه إسبانيا. وقليلون هم من يشاطرون القيادة الاشتراكية موقفها غير المبرر سياسيا، ما يمكن أن ينعكس سلبا على تماسكها في المستقبل أو فشل ذريع للحزب  في انتخابات تشريعية  ثالثة يبدو أن شبحها يزحف نحو إسبانيا، دون أن يستطيع أحد  الجزم بخصوص نتائجها ؛فمن الجائز أن يعاد  نفس المشهد البرلماني  الحالي، وإذ ذاك ستعرف إسبانيا  في الواقع أزمة النظام، وليس مشكل تأليف  حكومة.