الرئيسية / المغرب الكبير / لوموند تكتب عن “حروب الرؤساء في تونس”
حروب الرؤساء
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي رفقة رئيس الحكومة الحبيب الصيد

لوموند تكتب عن “حروب الرؤساء في تونس”

تحت عنوان “حروب الرؤساء في تونس”، خصصت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالا عن التوتر الحاصل بين رئيس الجمهورية التونسي، الباجي قايد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، وذلك على خلفية مبادرة الرئيس الداعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية على أنقاض الحكومة الحالية.

الجريدة الفرنسية صدرت مقالها بتساؤل حول كم من الوقت سيستغرقه التخبط الحاصل على مستوى هرم الدولة في تونس، والذي أشر لوجود شرخ في العلاقة بين رئيسي الجهاز التنفيذي في البلاد.

حروب الرؤساء ، أو بالأحرى الرئيسين في تونس، لا بد أن تنتهي حسب “لوموند” برحيل الحبيب الصيد الذي سبق أنه صرح أنه لن يستقيل بمحض إدارته وأنه “ليس الجندي الذي يفر من أرض المعركة”.

وبرغم من رميه الكرة في ملعب مجلس نواب الشعب، إلى هذا الإجراء لن يكون في صالح الحبيب الصيد، لكنه يعكس في المقابل رفض رئيس الحكومة التونسية الانحناء أمام ضغوطات محيط رئاسة الجمهورية، خاصة من خلال تأكيده على اللجوء إلى المسطرة الدستورية في هذا الجانب.

الصحيفة الفرنسية اعتبرت أيضا أن مصير الحبيب الصيد تقرر منذ أن أطلق الرئيس السبسي مبادرته في 2 يونيو الماضي بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهي تعكس عدم رضا رئيس الجمهورية عن حصيلة الصيد الذي عين غداة الانتصار الذي قاده الحزب الذي أسسه السبسي، “نداء تونس”، في الانتخابات البرلمانية نهاية 2014.

من جانب آخر، تحدثت “لوموند” عن أن السباق لخلافة الصيد سيكون محموما، بعد أن اجتمعت تسعة أحزاب وثلاثة هيئات تمثل النقابات وأرباب الأعمال حول “ميثاق قرطاج” في 13 يوليوز الماضي.

النائبة المستقلة بشرى بلحاج حميدة، عبرت عن خشيتها من أن تعرف المرحلة القادمة، بعد رحيل الصيد، سعيا من الأحزاب لتقاسم الكعكة. من جهة أخرى، فإن رحيل الصيد سيكرس القراءة التي قام بها الرئيس السبسي للدستور، والتي تمنحه صلاحيات ينازعه إياها عدد من المختصين الذين يرون أن دستور 2014 أسس لنظام سياسي برلماني بالبلاد.

وحسب ما أوردته الجريدة نقلا عن بعض المصادر، فإن تحرر الحبيب الصيد من وصاية رئيس الجمهورية ورفضه عددا من التعيينات التي سعى حزب “نداء تونس” إلى فرضها عليه هي وراء رغبة الرئيس، ومعه نجله حافظ قايد السبسي زعيم “نداء تونس”، للتخلص منه.

والمثير في الأمر، حسب ما نقلته “لوموند”، هو أن دعم حركة “النهضة” لرحيل الصيد ليس نابعا من عدم اقتناعها بأدائه في رئاسة الحكومة بل هو انعكاس لخشيتها من تأزيم العلاقة مع “نداء تونس”.

كما أن “لوموند” نقلت آراء تزكي الطرح الذي يقول إن مبادرة الرئيس السبسي جاءت كمحاولة منه لاستعادة الأمور في مشهد سياسي اتسم بالشرخ الذي حدث في الحزب الذي أسسه، ما فسح المجال أمام تحول “النهضة” إلى أول حزب يتصدر المقاعد البرلمانية أمام “نداء تونس”.

بيد أن هذه المناورة الرئاسية قد تعقد الأمور أكثر، حيث أنها ستفسح المجال أمام مطالب لأحزاب أخرى، ما قد يظهر الحبيب الصيد بصورة أحسن لرئيس حكومة دافع عن قيم جمهورية في وجه الضغوطات التي مورست عليه.