الرئيسية / المغرب الكبير / “نيوزويك” ترسم بورتريه عن الجنرال خليفة حفتر
نيوزويك
الجنرال الليبي خليفة حفتر

“نيوزويك” ترسم بورتريه عن الجنرال خليفة حفتر

خصصت مجلة “نيوزويك” الأمريكية في مقال نشر على النسخة الأوروبية لموقعها الإلكتروني مقالا على شكل بورتيه (بروفايل) للجنرال الليبي خليفة حفتر.

“نيوزويك” وصفت حفتر بأنه شخص ليبيا منقسمة حوله، حيث استهلت مقالاها بحادثة مقتل 3 جنود فرنسيين بعد إسقاط مروحيتهم قريبا من مدينة بنغازي.

الحادث، الذي أعقبه لأول اعتراف رسمي فرنسي بوجود قوات فرنسية في ليبيا، كشف أن هؤلاء الجنود يعملون على ما يبدو إلى جانب قوات خليفة حفتر.

وبالرغم من كون حفتر شخصية تثير الانقسام في ليبيا، إلا أنه أيضا لاعب مهم في ظل الفراغ السياسي والحرب الأهلية التي غرقت فيها البلاد منذ الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي عام 2011، تقول “نيوزويك”.

بالنسبة للبعض، فإن قائد “الجيش الوطني الليبي” عنصر مهم في الحرب ضد تنظيم “داعش”، تضيف المجلة، أما بالنسبة للبعض فإن عائق أمام مساعي حكومة الوفاق الوطني حل الأزمة السياسية في ليبيا.

وكما ذكرت المجلة، فإن خليفة حفتر من مواليد أجدابيا شرق ليبيا، حيث كان حليفا رئيسيا لمعمر القذافي في الانقلاب الذي قاده عام 1969 ضد الملك إدريس. لكن بعد أن تم القبض على حفتر عام 1987 في تشاد وتخلي القذافي عنه، انتهى المطاف بالجنرال في الولايات المتحدة حيث صار انضم إلى معارضي القذافي المدعومين من قبل واشنطن.

قرب مقر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كان مسكن خليفة حفتر، حيث قيل إنه تلقى تدريبات ودعم للإطاحة بالقذافي، لكن حفتر والجانب الأمريكي أنكرا معا أي ارتباط بينهما.

في 2014 برز اسم خليفة حفتر، بعد ثلاث سنوات من إسقاط نظام القذافي، حينما أطل من خلال شاشة التلفزيون الوطني حينما أعلن عن تجميد عمل المؤتمر الوطني العام والحكومة، قبل أن يطلق في ماي من نفس السنة “عملية الكرامة” ضد “أنصار الشريعة” وميليشيات إسلامية أخرى في بنغازي.

حضور القوات الفرنسية إلى جانب حفتر، وإن كانت لا تشارك في القتال، يظهر أن الغرب يسعى إلى التعاون مع الجنرال الذي يقود حملة المواجهة في شرق ليبيا ضد الميليشيات الإسلامية و”داعش”.

لكن هذا الرأي يخالف الباحث بمعهد “كارنيغي”، فريديرك ويري، الذي يرى أن “الجيش الوطني الليبي” مشكل من قوات متفرقة، وأن الغرب لا يرى في حفتر شخصا يقود فعليا الحرب ضد “داعش” وأنه يمكن أن يلعب دورا في ليبيا مستقبلا.

فبالرغم من دور قوات حفتر في طرد “داعش” من درنة وحيلولتها دون أن تكون له موطئ قدم في بنغازي، إلا أنها ظلت غائبة عن المشاركة في إزاحته التنظيم من معقله في مدينة سرت.

بالإضافة إلى ذلك، برز حفتر من خلال موقفه الرافض التحاور مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قبل الأمم المتحدة والمنتظم الدولي باعتبارها أفضل ورقة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا.

وفي حين اعتبر الجنرال الليبي أن رفضه التعامل مع حكومة الوفاق الوطني هو اعتمادها على ميليشيات إسلامية في الحرب ضد “داعش”، ترى “نيوزويك” أن السبب الحقيقي في رفضه هذا هو خشيته من تراجع تأثيره في ليبيا كما يؤكد الباحث أليسون بارغيتر.

بارغيتر أكد أنه “بالنظر إلى السلطة التي يتمتع بها خليفة حفتر في شرق ليبيا، فإن هذا الأخير يمثل أكبر عائق أمام السلام في ليبيا”.