وصف شلومو بن عامي ، وزير الخارجية الإسرائيلي السابق، وصف سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأنها “غير واقعية”.
ونشر بن عامي مقالا بموقع Project Syndicate المختص في المقالات التحليلية الاقتصادية والسياسية ناقش رأي مناصري ترامب في هذا الأخير، والذين يعتبرون أن الرئيس الجديد سيعيد إلى أمريكا قوتها وازدهارها من خلال التصرف ببراغماتية رجل الأعمال من دون إحساس بالمسؤولية تجاه بقية العالم.
عدم حضور الجانب الأخلاقي في سياسة ترامب كما يقول شلومو بن عامي ليس بالضرورة أمرا محمودا، أو حتى واقعيا في السياسة.
من جهة أخرى، يرى السياسي الإسرائيلي ذي الأصول المغربية أن دونالد ترامب شخص لا يمكن توقع تصرفاته، كما أنه غير مضطلع على عدد من الأمور ما يجعله غير قادر على تنفيذ السياسة الواقعية التي يدعو لها الأستاذ بجامعة هارفارد، نايل فيرغسون.
هذا الأخير يرى أن إدارة ترامب يجب أن تعقد تحالفا مع روسيا والصين من أجل محاربة “التطرف الإسلامي”، والسعي إلى استغلال القوى الأصغر لإعطاء دفعة لاقتصادات البلدان الثلاثة ومنع أوروبا من أن تتحول إلى مركز قوة (عبر تدمير الاتحاد الأوروبي) والحرص على أن تكون الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على رأسها حكومات شعبوية أو تسلطية.
لذلك، يرى بن عامي أن ترامب قد يسعى لوضع يده في يد بوتين من أجل مساعدة مارين لوبين، زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا، للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
على المستوى الاقتصادي، يرى وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أن أي توجه للولايات المتحدة بقيادة ترامب إلى وضع حد لاتفاقيات التبادل الحر مع آسيا وأمريكيا اللاتينية قد يكون له منافع اقتصادية للولايات المتحدة في الأمد القصير، لكنه يفتح مجالا لاختراق الصين لهاته الأسواق وهو ما جعله أن من يحيطون بترامب أشخاص على شاكلته، منشغلون بالحسابات الضيقة للمصالح الآنية.
مواجهة النفوذ السياسي كقوة كبيرة لكن ليس بنفس كبر الولايات المتحدة هو أيضا مجال يبدو أن ترامب يتعثر فيه حسب بن عامي. هذا الأخير اعتبر أن المؤسسات والاتفاقات الدولية هي الإطار الذي يمكن من خلاله تحجيم الصين، لكن الرئيس الأمريكي المنتخب صار هو من يقوض هذه الإطارات الدولية بينما الصين تدافع عنها كما هو الشأن بالنسبة لاتفاق باريس حول التغير المناخي والاتفاق النووي مع إيران.
وإذا كان الرهان هو تحجيم الصين وليس إثارة غضبها، فإن ترامب فشل من خلال إجرائه لاتصال مع رئيس تايوان وتوجيه اتهامات إلى الصين بأنها تتلاعب بعملتها من أجل الحصول على امتياز في التبادل التجاري.
ويرى شلومو بن عامي أن سياسة ترامب “عدمية” وليست “واقعية”، مضيفا أن الرئيس الأمريكي المنتخب يريد القيام، على المستوى الدولي، بما أراد جورج بورش الإبن القيام به، أي زعزعة استقرار النظام العالمي القديم، لكنه فشل في إقامة نظام جديد مكانه.
للمزيد: دونالد ترامب.. أغرب رئيس في تاريخ أمريكا!