يبدو جواد الشفدي، مدير نشر يومية ” التجديد” المغربية، الصادرة في الرباط، غير متخوف من انهيار الصحافة المكتوبة أمام الإعلام الرقمي، فهو يرى أن هناك نوعا من التكامل بين الإعلام الالكتروني والمكتوب.
وفي حديثه لموقع ” مشاهد” يتحدث عن قضايا مهنية أخرى ترتبط أساسا بأجواء العمل في رمضان، والخط التحريري للصحيفة، والعلاقة مع حكومة بنكيران..وأشياء أخرى:
ــ كيف تهيأتكم كفريق تحرير لاستقبال شهر رمضان داخل جريدة ” التجديد”؟
بداية نشكركم على إتاحتكم لنا فرصة التواصل مع قراء موقعكم المتميز، ورجوعا لسؤالكم بدأنا الإعداد داخل هيئة التحرير لهذا الشهر الفضيل منذ ما يقارب شهر، حيث خصصنا ملحقا متنوعا خاصا بشهر رمضان الذي يواكب هذه السنة فصل الصيف، مما يستدعي اختيار مواد خفيفة و رطبة تتماشى مع حرارة هذا الفصل.
ـ هل هناك إضافة ما، تعتقدون أنكم تتميزون بها عن باقي الصحف بخصوص شهر الصيام؟
سواء في رمضان أو خارج رمضان، جريدة “التجديد”، تحاول المحافظة على خطها التحريري الذي يعرفه الجميع، ونحاول قدر المستطاع ألا نسقط في التكرار، ففي الملحق الرمضاني لهذه السنة والذي أطلقنا عليه اسم “في رحاب رمضان” حاولنا استحضار أقلام لها وزنها في الساحة الوطنية، وكذلك حرصنا على اختيار مجموعة من المواد التي قدرنا أن تكون فيها إفادة لقرائنا الكرام.
ـ كيف يتغير إيقاع العمل اليومي في مكاتب التحرير؟
تغيير الإيقاع اليومي مجبرون عليه في رمضان بسبب توقيت توزيع الصحف، فنحن مطالبون بإرسال الجريدة إلى المطبعة قبل الساعة الثانية عشر زوالا، مما دفعنا إلى الإعداد القبلي لمجموعة من الصفحات، كما أن مجموعة من الصحفيين سيضطرون للعمل بالمساء، أما بالنسبة للاجتماع اليومي لهيئة التحرير فينطلق على الساعة الثامنة والنصف ويخصص للأخبار التي ستنشر على الصفحة الأولى للجريدة.
ــ يعيب عليكم بعض القراء، أنكم لم تلتزموا بمساحة مهنية معينة إزاء حكومة عبد الإله بنكيران، في غياب أي نقد لها؟
بالعكس، الخط التحريري للجريدة لم يتغير بعد فوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات التشريعية الأخيرة، ومجموعة من القضايا التي واكبناها وفق سياستنا التحريرية اتخذت فيها الحكومة مواقف مغايرة. أذكر هنا مجموعة من الأمثلة كقضية مالي، والبكالوريا الفرنسية و الموقف من التدريج، وانتقادنا على صفحات الجريدة لوزراء من العدالة والتنمية استعملوا اللغة الفرنسية في خطاباتهم الرسمية. بالموازاة مع هذا ينبغي ألا نتغاضى الطرف على مجموعة من القرارات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة الحالية، و التي يحتم علينا واجبنا المهني مواكبتها والتعريف بها للقارئ المغربي.
ــ تعاني غالبية الصحف المغربية من انهيار في مبيعاتها؟ كيف تواجهون هذا التحدي؟
بطبيعة الحال، “التجديد” تعاني كباقي الصحف من انهيار المبيعات، لكن دعني أقول لك بأن في سنة 2013 التي سجلت معدلا لانخفاض مبيعات الصحف الورقية وصل إلى 23 في المائة، حافظت “التجديد” على مبيعاتها بسبب الاشتراكات، حيث تعد جريدة “التجديد” أول جريدة ناطقة باللغة العربية من حيث عدد الاشتراكات.
ــ هل تتواصلون باستمرار مع مصطفى الخلفي، وزير الاتصال حاليا، ورئيس تحرير ” التجديد” سابقا؟ وكيف تقيمون أداءه؟
كباقي الصحفيين بالمنابر الإعلامية الأخرى نتواصل مرارا مع السيد وزير الاتصال، وهذا يدخل في صلب عمل الصحفي، فنحن ندافع على حق الوصول إلى المعلومة وإيصالها إلى القراء. أما بالنسبة للشطر الثاني من سؤالكم فدعني أقول لك بأن السيد مصطفى الخلفي هو الآن وصي على قطاع معقد ومتشعب، و إن كُنْتُمْ متابعين لما ينشر على صفحات “التجديد” فنحن نقوم بعملنا الذي يحتمه علينا واجبنا المهني بعيدا عن سياسة التطبيل والتصفيق.
ــ يهيمن الطابع الديني والوعظ الأخلاقي على خط تحرير الجريدة، ألا تفكرون في إضفاء لمسة من التغيير عليه، في اتجاه الانفتاح على أفاق أوسع؟
جريدة “التجديد” فيها صفحة واحدة اسمها”دين وحياة”، وباقي الصفحات متنوعة بين ما هو سياسي واقتصادي ودولي واجتماعي زيادة على مجموعة من الملفات اليومية. لا أتفق معك على مسألة هيمنة الطابع الديني و الوعظ الأخلاقي على الجريدة، ولكن أؤكد لك بالمقابل بأن طابع الخط الملتزم و تحري المصداقية في النشر هما خطان أحمران غير مسموح لنا بتجاوزهما، ونعتبرهما رأسمالنا الحقيقي.
ـ كم عدد أعضاء طاقم التحريرالحالي؟ وهل هو كاف لتلبية الاحتياجات اليومية للجريدة؟
تضم شركة التجديد قرابة 40 أجيرا، نصفهم ينتمي لهيئة التحرير، وهو عدد غير كاف لمسايرة حاجيات جريدة يومية، ولكننا نعمل وفق سياسة لتدبير الموارد البشرية تمزج بين الحاجيات و الإكراهات المادية.
ــ كيف تتعاملون مع العالم الرقمي، ألا تعتقدون أن الصحافة الاليكترونية باتت تشكل مصدر خطر على الصحافة المكتوبة؟
كانت جريدة التجديد من السباقين لاختراق العالم الرقمي، حيث تم تأسيس الموقع الالكتروني للتجديد منذ سنة 2000. وبعد الطفرة الرقمية التي عرفتها الساحة الإعلامية تم تأسيس موقع www.jadidpresse.com ، والذي يعمل فيه فريق عمل خاص وبرئيس تحرير متفرغ. كما أن صفحة الفايسبوك لنفس الموقع تجاوزت 70 ألف مشترك. أما بالنسبة للمخاطر المحدقة بالصحافة المكتوبة فأنا لا أهول كثيرا من الأمر، فعندما تم اختراع المذياع تنبأ الكثيرون بقرب أفول الجرائد لكن لا شيء من هذا وقع. وبالتالي فمن وجهة نظري هناك تكامل بين الإعلام الالكتروني والمكتوب، فبعد هيمنة المواقع الالكترونية على الجانب الخبري، فعلى الصحافة المكتوبة أن تبدع في باقي الأجناس الصحفية.