أفاد موقع ”مغرب انتلجنس” بأن النظام الحاكم في الجارة الشرقية يراقب بعجزٍ تآكل نفوذه في مجال الطاقة في أوروبا، إذ بعد أن قدِّمت الجزائر لفترة طويلة كمورّد “استراتيجي” للقارة العجوز، تشهد الآن تراجع حصتها السوقية لصالح الولايات المتحدة، سيد الغاز الطبيعي المسال الجديد.
وتابع المصدر ذاته أنه وفقا لدراسة أجرتها منظمة OAPEP ونُشرت أول أمس الثلاثاء، انخفضت الحصص الإجمالية للجزائر وقطر من 36% قبل عام 2022 إلى 22%، وفي الوقت نفسه، ضاعف الأمريكيون حصتهم، حيث ارتفعت من 28% إلى 46%، ليصبحوا المورد الرئيسي للغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا.
هذا التحول ليس اقتصاديًا فحسب، بل سياسي بامتياز، إذ سرّعت الحرب في أوكرانيا الاستراتيجية الأوروبية لتحرير الطاقة، التي صاغتها خطة REPowerEU، التي تنص على إنهاء واردات الغاز الروسي بحلول عام 2027. وفي الوقت نفسه، تفرض بروكسل معايير بيئية جديدة، مثل لائحة الميثان (2024)، مما يُعقّد وصول المنتجين الذين يُعتبرون غير قادرين على المنافسة، مثل الجزائر، إلى الأسواق.
ويضيف المصدر ذاته أن سياسة الطاقة الجزائرية برمتها بدأت تضعف، فنظرا لعجزها عن تنويع اقتصادها، لا تزال بلاد العسكر تعتمد بشكل شبه حصري على المحروقات لتمويل وارداتها، ولكن مع التراجع الهيكلي في الطلب الأوروبي على الغاز، تُخاطر عصابة قصر المرادية بفقدان العملة الأجنبية.
وبينما تُستغل واشنطن دبلوماسيتها في مجال الطاقة، وتُركز الدوحة على الاستثمارات الضخمة، لا تزال الجزائر غارقة في إدارة تكنوقراطية ومركزية، عاجزة عن استباق المرحلة الانتقالية. وفقا للمصدر ذاته.
مشاهد 24 موقع مغربي إخباري شامل يهتم بأخبار المغرب الكبير